(جِلْسَةُ القُرْفُصَاء)
النادي الملكي للأدب والسلام
(جِلْسَةُ القُرْفُصَاء)
بقلم الشاعر المتألق: معروف احمد
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس
يكتب ( جِلْسَةِ القُرْفُصَاء)
................................
(جِلْسَةُ القُرْفُصَاء )
(1)
إنَّ جَلْسَةَ القُرْفُصَاءِ يَا أَمِيرَة
فِيهَا إشَارَةٌ وَعَلَامَةٌ خَطِيرَة
تَدْعُونِي لِأُسَطِّرُ سَاعِةَ الغَرَام المُثِيرة
لِأَحْلَى حَمَامَةٍ بيضاءَ يانعةٍ مُنِيرَة
هَل تَذكُرِي يَا مُرِيدَة
تلكَ الشامَةَ والأمَارَةَ والعلامَة
وكلَّ هَذا النَّمَاءِ الذِي جَاءَ بِالدُّعَاءِ
أَيتهَا الزَّرَافَةُ تَمَسَّكِي بِالبِشَارَةِ وَالعَطَاء
لَا تَكْسِرِي حَدَاثَةِ الفُسَيْفِسَاء
فَالإِمَارَةُ وَالدُّعَامَةُ فِي المَملَكةِ البِنَاء
الغَمَامُةُ تُنْبِئُنَا بِالشَّفَافِيَةِ والمَرَام
والأَحْلَامُ الأَمَّارةُ تُخبرنا عنِ الخصام
وَالسَّلَامُ يَنْهَرُكِ بِالتَّفْرِيقِ وَالتَّبْدِيد
وينهزك بحَالتِكِ الوَجِيدَةِ والوحِيدَة
وَمافِي أسنَّةِ الأقلامِ الرشيدةِ المَجِيدَة
فَمَنْ مُثْلُكِ أَيَّتُهَا اليَمَامَةُ الوَارِفُةُ
الوَلِيدَةُ بِالفُسْتَانِ الأَصْفَرِ الزَّعْفَرَانِي
والوشاحِ القرمزيِّ والقلائدِ الفرِيدَة
حِينَ يُدَاعِبُهُ الشَّعْرُ الأسْودُ الرَّاقِي
المَمْزُوجُ بِالكِسْتِنَائِي وَالمَلْفُوفُ
بِالخَرَزَاتِ والبرتقالي يَسِيحُ للدُّنَا هَاتِ
وَيَفِيحُ بِالشَذَرَاتِ فسيحًا للعُلَا ..هاتِ
والمُغَمْغِمُ فِي المُرُوجِ
بِآياتِ الوِئَامِ الهادىءِ المَدِيد
وَاليَدَانِ ضَارعَتَانِ مُندَمِجَتَانِ للحُسَام
بِالسَّحْرِ وَالدَّلَالِ وَالكَمَالِ وَقَيدِ النَّشِيد
تَحْتَضِنَانِ الكَتِفَ الرَّشيق بِفَقْدِانِ الوِصَالِ
وَتَرْتَجِفَانِ بِالسُّمُوِ وَالتَّعَالِي وَالجَمَالِ وَالتَّغْرِيد
والقَدَمَانِ الرائِعَتَانِ ترْتَعِشَانِ
بِالحِذَاءِ الأَسْوَدِ اللَامِعِ الجَدِيد
بِلَوْنِ الحِدَادِ يُنَادِي مِنْ بَعِيد
هَلْ جَاءَ يَوْمُ العِيدِ وَتَظَلَّل التَّشْرِيق
بِالحُزنِ وَالتعْدِيدِ وَالتَّفْرِيد ؟؟
أَلَا أَيُّهَا الحُزْنُ الجَاسِمُ فِينَا صُبْحَ مَسَاء
وَالجَاثِي بِالبَاقِي لَيْلَ نَهَارٍ بِاعْتِدَاء
أنِ ارْحَلْ لِفَرَاشَاتِ المُسْتَحِيلِ فِي الظَّهِيرَة
لِكُثْبَانِ بَحْرِ الرِّمَالِ العَظِيم
وَاتْرُكِ الأَنَاجِيلَ تُشَقْشِقُ بِالذِّكْرَيَات
وَالقُرْآنَ الحَكِيم
يصْفُو بِالتَّرَاتِيلِ وَبِالجَمِيلِ وَبِالهَمْهَمَات.
.................................. (2)
أَيُّتُهَا المَلِكَةُ المُتَوَّجَة
ارْفَعِي رَأَسَكِ الشَّامِخَ
خَلِّينِي أَرَى المَلَامِح
مَا لَوْنُ العَيْنَينِ وَالشَّفَتَينِ وَالوَجْنَتَينِ ؟؟
هَلْ يَقْنَطُ الجَبِينُ للغَمَّازَتَيْنِ عِنْدَ الظَّلَام ؟؟
هَلْ كُلُّ تَمَامٍ للقمرِ سَيَزُورُنَا الابْتِسَام
عِنْدَ عَوْدَةِ بَطَلُكِ الهُمَام فِي المَسَاء ؟؟
هَلْ خُلِقُتْ للعَذَابِ وَللاِمْتَهَانِ
تِلْكَ النَّاحِلَةُ وَالبَاتِلَةُ بِالإِيمَاء ؟؟
هَلِ القَلبُ صَارِمٌ
وَثَابِتَةٌ الفُرُوعُ فِي العَزَاء؟
هَلْ فِي عَيْنَيْكِ لَا يَنَامُ البُكَاء ؟؟
ولَا يَرْحَلُ عَنْ خَدَّيْكِ العَنَاء ؟؟
أَجِبِينِي بِاللهِ حقًّا يَا أسمَاءُ حَقْنًا للدِّمَاء
لِمَاذَا تَنْظُرِينَ لِلأَرْضِ فِي جَفَاء ؟؟
وَتَتَكَتَّفِينَ بِالحُزْنِ لِمَسْحَةِ الحَفَاء ؟؟
وَتَنْزَوِينَ بِالنَّظَرَاتِ فِي الخَفَاء ؟؟
أَنِيرِي الدَّرْبَ بِحَقِّ السَّمَاءِ يَا عَلياءُ
ياأَسْمَاءُ يَاغلْيَاءُ يَاحَسْنَاء يَابَسْمَاءُ
يَا نَجْلَاءُ يَاعَصْمَاءُ يَاشَيمَاءُ
يَا أَبْهَى مِن كُلِّ النِّسَاءِ
وَأَنْقَى مِنْ كُلِّ الرِّجَالِ
أَجِيرِي نَفْسَكِ وَلَوْ بِالدَّهَاء
قُولِي مَا اسْمُهُ خُفْيَةً وَاتِّقَاء.
.................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهَرة - مصر.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق