*** اغضبْ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** اغضبْ ***
بقلم الشاعر المتألق: غزوان ياقوت العراقي
*** اغضبْ ***
أغضبْ فلستَ تخافُ المــوتَ لو قَرُبا
أنتَ العــــراقُ لسانُ الرّفضِ لو خَطبا
أغضبْ فإنّكَ رمحُ اللهِ ما انكســـــرتْ
أنتَ الأبيُّ وليثُ اللهِ لــــــــــــــو وثبا
أغضبْ فإنّكَ شمسُ اللهِ مــــا انطفأتْ
إشراقُهــــا ملءُ هذا الكـونِ ما احتجبا
أغضبْ فإنّكَ صوتُ الشّعبِ منتفضًا
يمشي إلى الحـتفِ زهيانًا وما ارتعبا
أغضبْ فإنّكَ جـــــــــرحٌ للحسينِ بنا
للآنَ يصرخُ في اعمــــــــاقِنا غضبا
أغضبْ فإنّكَ زهـــو الأرضِ اجمعُها
إنّا رأيناكَ ملءَ العــــــــــينِ منتصبا
أغضبْ فأنتَ عــــــــراقُ اللهِ مُنتجبًا
وأنتَ يا سيّدُ الأوطانِ لـــــــــو نسبا
أغضبْ فلســتَ تطيقُ الذَّلَ منكسرًا
لستَ المهــــــــادنُ مذبوحًا ومُستلبا
أغضبْ وطهّرْ بقاعَ الأرضِ من دنسٍ
فالأرضُ يحكمُهــا السّراقُ والغُربا
أغضبْ فأنتَ عراقُ المجدِ يا وطني
يا منْ بجيرانِهِ الأوغـــــــادُ قدْ نُكبا
سيكتبُ الحــــبرُ عن سـوأتِهم قرفًا
ولنْ يرحمَ الحــبرُ والتّاريخُ لو كتبا
همْ جيّشوا كلَّ ذيولِ البغي تخدمُهمْ
واستنفروا كلَّ من في عرضِهِ ثُقبا
همْ حاصروهُ فمـــا لانتْ شكائمُهُ
حاكو الدّسائسَ حتّى يسرقوا العنبا
عندي عتابٌ وبعضُ العتبِ موجدةٌ
لبعضِ ابنائِهِ كـــانوا لهـــــمْ ذنبا
بحيثُ واحــدهُم قدْ صارَ مومسةً
باعَ المبادئَ كي يحظى بمـا نهبا
عجبتُ كيفَ يخونُ المرءُ موطنَهُ
إذ راحَ يزرعُ في ارجائهِ العطبا
منْ خانَ هانَ فمــا تُرجى نجابتُهُ
يبقى هـو الذّيلُ أنّى صارَ وانقلبا
ويحَ الخئونِ إذا ماتَ الضّميرُ بهِ
يعطي المقادةَ كي يشري بها نشبا
ولنْ يُطهّرَ ماءُ الأرضِ ســـوأتهُ
وإنْ بألفِ فــــراتٍ غطَّ وانسربا
برغمِ منْ علّقوا في الرّمحِ جثتَهُ
كانَ العراقُ لهــــمْ أمًّا وكانَ أبا
برغمِ منْ سرقوا احـلامَ صبيتهِ
فكانَ أكرمُ مَنْ اعطى ومَنْ وهبا
برغمِ ما دمّروا في الأرضِ واحتربوا
كانَ العراقُ لهـــــمْ بيتًا ومُنتسبا
وكلّمـــــــا مزّقوا اوصالَهُ مزقًا
أو اشعلوا النّارَ في أسوارِهِ لهبا
يزدادُ كبرًا ويسمـو في مواجعِهِ
كالطّودِ أنْ عارضَ الطُّوفانِ ما ارتهبا
يَعـرى ويُوقدُ من اضلاعِهِ حطبًا
يظمئ ويسقي لهمْ من دمعهِ قُربا
هذا العــــــراقُ كبيرٌ في مواقفهِ
لم يستكنْ لعوادي الدّهرِ لو حَربا
منْ سومرٍ ومن آشورَ من أكــــدٍ
من بابلَ المجدِ لم نضرعْ لمنْ طلبا
ما دارتِ الأرضُ والأيّامُ شاهدةٌ
إلاّ وكنّا على اقطارِهـــــــا قُطُبا
وإنّنا لو نشاءُ الأرضَ نقلبُهـــــــا
إنْ نستفرُّ بيومٍ نفعــــــــلُ العجبا
يبقى العــــراقُ عظيمًا في مآثرِه
وسوفَ يرجعُ كالأمسِ الذي ذهبا
............
شعر ورسم/ غزوان علي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق