الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022


***   صنع العاهات  ***

الأكاديمية الدولية لائتلاف رابطة حلم القلم العربي للأدب والسلام 

***  صنع العاهات. ***

بقلم الشاعر المتألق: جميل الشريقي 

***  صنع العاهات.   ***

===========

حياةُ الناسِ أمست في عذابِ

    وحلمُ الأمسِ من رسمِ السرابِ

وحبُّ الفردِ للأفرادِ أضحى 

  كمثل البغضِ في فصلِ الخطابِ

وجهلُ المرءِ بالمطلوبِ جُرمٌ

             يُقابَلُ بالعقوقِ وبالعتابِ

ومن يبنِ البناءَ بلا أساسٍ

         فسوفَ يراهٌ ذرواً كالترابِ

ومن لم يعرفِ التقوى سبيلاً

     لكي يبني فمتعوسُ الجنابِ


وفي أيامنا العاهاتُ تُبنى 

        لتدميرِ الكهولةِ والشبابِ

بحبٍّ تافهِ الأهدافِ حتى 

      غدت اجيالُنا نُخَبَ الخرابِ

تسوقُ الموتَ أرتالاً لشعبٍ

      تغابى عن وقوفٍ للحساب 

فصارَ النشءُ تمثالاً ودوداً

      لما يلهيهِ عن شرفِ انتسابِ

وغامت أعينٌ وبكت قلوبٌ

      وسهمُ القهرِ أينعَ في الثيابِ


فأولُ عاهةٍ في ربِّ بيتٍ

    يعيشُ كما الحمارُ بلا احتسابِ

تراهُ مُحمَّلاً بصنوفِ زادٍ

          وفاكهةٍ ومعسولِ الشرابِ

يسيرُ وهمُّهُ ارضاءُ زوجٍ

       هي الأغبى بتربيةِ الغرابِ

تراها مثلَه  تشقى وتشقي 

         وتكثرُ من مخالفةِ الصوابِ

كخادمةٍ تعيشُ لعاهتيها 

      وتخدمُ دون نطقٍ أو جوابِ

كلا الزوجين محترقٌ بصمتٍ

            ومركبةٍ لحزنٍ واكتئابِ

وشكوى أوجعت قلباً رحيماً

          بلا فكرٍ فجاءت بالرُّهابِ


وثاني عاهةٍ نجلٌ وبنتٌ

      يعيشُ كلاهما فوقَ السحابِ

بلا جهدٍ ينالا كلَّ شيءٍ

       من الأطيابِ قولاً باقتضابِ

فلا رفضٌ لما طلبا وحتماً

     سيأتي الحلوُ من قبلِ الكبابِ

ويأتي فاخرُ الأثوابِ طوعاً

      ولو بحرُ الديونِ من العُبابِ


حياةُ الأمِّ في طبخٍ ونفخٍ 

      وجليٍ للصحونِ مع الخوابي 

كخادمةٍ ليرضى ذو غباءٍ

      وبنتٌ حاربت حسنَ الكتابِ

تراها مثلَ مكوكٍ تداعى 

          فلا يرتاحُ إلا في غيابِ

وعيشُ الوالدِ التعبانِ موتٌ

    يموت وليس يشكو باغترابِ


على الجوال قد عكفت فتاةٌ

        تراسلُ مُبهماً من غيرِ بابِ

فلا قامت تخفف من عناءٍ

        ولا همَّت بتخفيفِ المصابِ

تراخت فوق مقعدها ليأتي 

          إليها ما تريدُ من الثوابِ

وجانبَها أخوها دونَ جهدٍ

          تراخى لاقتناصٍ كالذئابِ


هي الآباءُ في تدليلِ جيلٍ

    تقودُ إلى العقوقِ بلا انتسابِ

فليس البذلُ للأبناءِ دوماً

     دليلَ كفايةٍ وهدى اقترابٍ

وليسَ المنعُ أسلوباً حكيماً

      ليرقى جيلُنا بيد الرهابِ


هي العاهاتُ قد ملأت دُنانا 

      صنعناها على كسل الطِّلابِ

ولو أنا قسونا بعضَ حينٍ

        على الأبناء من غير التهابِ

وعلمناهُ أنَّ السعيَ دربٌ

       يقودُ إلى الكرامةِ و الإيابِ

وأنّ حياةَ من يسعى نجاحٌ

         لما ذقنا العذابَ مع العذابِ

=======

بقلمي د.جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

    سورية

توثيق : د. وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق