الثلاثاء، 24 مايو 2022


***  صبغ البنادق قيمة.   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  صبغ البنادق قيمة ***

بقلم الشاعر المتألق: حسين جبارة 

***  صبغ البنادقَ قيمةً. ***

----------------

حملَ الحضارةَ مدفعًا

يرمي لطردِ الأهلِ من بيتٍ أمين

يعدو لغصبِ الغيرِ نبعًا جاريًا

يبغي احتكارَ الخيرِ يُهلكُ ثائرًا متمردًا

ويدكُّ بالنارِ العرين

صبغَ البنادقَ قيمةً

بطشتْ بعدلِ اللهِ حقًّا مُنصفًا

نهبتْ كرامةَ كادحٍ

يقتاتُ من عرَقِ الجبين

حَمَلَ الثقافةَ مظهرًا وملابسًا وفنادقًا

أضواءَ ليلٍ ساهرٍ

نِعَمًا تخادعُ غافلًا

تصطادُ غضًّا ساذجًا

أطماعُهُ تُلقي الضحيّةَ بالكمين

بلسانهِ، للسلمِ يدعو والهدى

بيديهِ هدَّمَ منزلًا

حَرمَ الطفولةَ متعةً وبساطةً

شَدَّ الرباطَ على الوتين

سَلبَ المواردَ مُتخمًا

فرضَ المجاعةَ والمذلَّةَ والتّخلفَ عامدًا

حَكَمَ القبيلةِ بالغذاءِ وبالطّحين

هو سيّدُ الأكوانِ يضربُ مَن يشاءُ

لعلّةٍ في نفسهِ

وهو المُسدّدُ سهمهُ

ذاتَ اليسارِ أو اليمين

وهو المُحِقُّ بحربهِ

ثمَّ البريء مُدافعًا

والآخرونَ المُعتدي

ذا معتدٍ بالكفِّ يهجم والعصا

أمّا البريء مناورٌ ومخادعٌ

يرمي الايادي والحصى

بالطائراتِ وبالسّفين

بقنابلِ الموتِ الذّكيِّ يهزُّ أحلامَ الفتى

يلجُ البيوتَ ومَخْدعًا

الروحَ يقبضُ

يرسلُ الخوفَ الرهيبَ بمضجعٍ

يُبكي الصبايا مثلما يُبكي البنين

هو مالكُ البأسِ الشديدِ مُهدّدًا متوعّدًا

مدَّ اليدينِ مُصادرًا

ذهبًا ونفطًا نادرًا

يشري بسعرٍ باخسٍ

ويبيعُ بالبدلِ الثمين

هو مالكُ الجبروتِ يقصفُ مُرضعًا

ملكُ الكواكبِ والفضاءِ مُتوَّجًا

وذراعُهُ يمتدُّ آلافَ الفراسخِ

يردي الجنينَ ببطنِ أُمٍّ ثاكلٍ

يُردي المُعيلَ لأسرةٍ

للدارِ قد كانَ المُعين

حملَ التّقدّمَ حربةً

وبرأسِها منَعَ الشعوبَ دراسةً وتطوّرًا

أبقى المُغايرَ غافلًا مُتخبّطًا بجهالةٍ

وهو القويُّ العنصُريُّ مُفرّقًا مُتحكّمًا

للذاتِ باتَ مُميّزًا

للغيرِ كم باتَ المُهين

ولهُ الفضاءُ لهُ البحارُ لهُ الذّرى

ولهُ الحرائرُ والحريرُ ومخملٌ

لكنّهُ بِحشا البَطينِ

يخافُ من جوعِ الفطينِ

يُكبِّلُ الاحرارَ أصفادَ السجين

حسين جبارة شباط 2022

توثيق : وفاء بدارنة 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق