الخميس، 3 مارس 2022


***   خائنة  ولكن  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   خائنة ولكن  ***

بقلم الشاعر المتألق: أيمن موسى 

*** خائنة ولكن   ***

قصة قصيرة {1}

ــــــــــــــــــــــ 

كانت الساعة تقترب من الثانية صباحًا بعد منتصف الليل حيث الصمت والهدوء يخيم على الجميع، نظر نحو زوجته مليًا فوجدها مستلقية على فراشها، ما أن تأكد أنها تغط في نوم عميق حتى انسل من فراشه متسللًا خارج غرفة نومهما سائرًا على أطراف أصابعه حتى لا تستيقظ وتشعر بغيابه، توجه مباشرة نحو غرفة مكتبه من ثم أغلق عليه من الداخل واسترخى على تلك الأريكة الوثيرة ملتقطًا بعض الأنفاس بعد ما بذله من جهد، مرت عليه اللحظات ثقيلة وما أن تجاوز الشعور بالخطر وتأكد من نجاح خطته بعدم انتباه زوجته لمغادرته الفراش حتى أخرج هاتفه الحديث والذي اشتراه مؤخرًا بثمن غال ليستمتع بإمكانياته المتعددة، فتح الهاتف بشغف ممنيًا النفس بوقت ممتع مع {ريم الفلا}، لا شك أنكم الأن تشعرون بالفضول وتتساءلون ومن هى ريم الفلا؟ حسنًا سأخبركما عنها، إنها تلك الفاتنة بل الساحرة التي سلبت لبه برقتها اللامتناهية وحديثها الممتع وقدرتها الفائقة على احتوائه وفهمه دون حتى أن يتحدث، فكم مر عليهما الوقت فلم يشعرا به حتى ساعات الصباح الأولى حتى أصبح لا يستطيع الإستغناء عنها وكأنها أصبحت واحته وراحته بعد عناء يوم طويل لمَ لا وقد حازت مجامع الحسن كلها فهى فيلسوفة إن تحدثت عصفورة إن غردت قمر منير إن أطلت، حمد الله عندما وجد تلك العلامة الخضراء على صفحتها والتي تدل على  تواجدها بإنتظار دخوله، نعم مما لا شك فيه أنها تترقب دخوله، لمَ لا وهى ومنذ تعارفهما تبثه أجمل المشاعر وأروعها كما أنها تعشقه حد الثمالة كما أخبرته ذات لقاء.

في لهفة كتب رسالته الأولى مخاطبًا إياها {حبيبتي} ليأتيه الرد بأسرع مما تصور نعم {حبيبي}، كاد قلبه يغادر من بين ضلوعه فرحًا لمَ لا فاليوم هو اليوم الموعود ليتحدثا سويًا عبر خاصية الفيديو كما اتفقا بأخر حديث بينهما.

عدة أسابيع مرت عليهما وهم يتحدثان سويًا عبر خاصية الرسائل ولم يحدث أن رأها رؤية العين إلا من خلال الصور التي ترسلها له والتي تُظهر جمالها الآخاذ ورقتها اللامتناهية ليزداد حبًا لها وتعلقًا بها، وكم تمنى لو أنه يراها بعينيه كما أُبصرها بفؤاده وقادته إليها روحه، ها هو الأن على عتبات الحلم قاب قوسين أو أدنى لتتحقق أمنيته بعد قليل.

عاد بذاكرته قليلًا للوراء ليتذكر كيف بدأ الحديث بينهما بتبادل الإعجاب فيما بينهما من ثم تطور الأمر لمناقشات وأحاديث طويلة في شتى الأمور حتى تطور الأمر أكثر فأكثر ليطال حياتهما الشخصية ليخبرها بوحدته وعدم فهم الأخرين له وكيف يشعر أنه وحيد بين الجميع بينما شكت هى له إهمال زوجها لها وعدم انصاته لحديثها وموت المشاعر فيما ببنهما، ومن هنا بدأت الأمور تتطور أكثر عندما بدأ كل منهما يبث همومه وشجونه للأخر حتى أصبح كل منهما يشعر أنه وجد ضالته بالأخر. 

وبينما هو غارق في خيالاته وتأملاته تسبقه نبضات قلبه وخلجات جوارحه تأتيه رسالة من أحدهم تحت إسم {أسير الأحزان} أصابته الحيرة والدهشة عندما وجده ليس من ضمن قائمة الأصدقاء، للحظات قرر ألا يفتح تلك الرسالة لهذا الإسم الغريب حتى لا يضيع على نفسه ما ينتظره من سعادة، ولكن فضوله المشوب بالقلق جعله يضغط على فتح الرسالة لقراءتها، ويا ليته ما فعل فما قرأه بهذه الرسالة جعل حاله ينقلب مائة وثمانون درجة، من التقيض للنقيض فزالت طمأنينته ليحل محلها الخوف والقلق، فأصبح يتصبب عرقًا وهو يرتجف من ثم ينتفض وهو يرد على صاحب الرسالة قائلًا بغضب ومن أنت أيها الحقير لتقول عن زوجتي ما تقوله؟ ولتفتري عليها وترميها بهذه الإتهامات الباطلة؟

يتبع

بقلم : أيمن موسى

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق