*** لا تحزني ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لا تحزني ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
*** لا تحزني ***
هل تحزني ... والجمال من حولنا وارف ؟
والصباح مشرق والنسيم ينعش الأغصان ... وبالدلال يسرف
أوراقها تحتفي ... من فرحة ترفرف
والثمار الناضجات دنت بها أغصانها ... يا سعده من يقطف
والطير قد غادرت أعشاشها ... قد شاقها التغريد ... لعزمها تستأنف
أو شاقها التحاور ... اهزوجة للوليف تنشد
في عشقها للحياة ... في كل ثانية ألحانها تردد
فهي حرة لا تخاف ذلك المرجف الحاسد
ولا السخيف الحاقد
خلقت لتسعد بالحياة وللعباد تسعد
لغير خالقها أبدأ لا تعبد
تلك الطيور طالما رفرفت طَرَبا ... للخالِقِ تُمَجٌِدُ
حتى إذا تَلَبٌَدَت اجواؤها في الشِتاء ... ففي غدٍ ينتهي التَلَبٌُدُ
وأنت في زَهوِ الربيع ... يا غادتي ... قد شاقك التَنَهٌُدُ
لِمَ لا تَسعَدى ... والحياةُ بُرهَةً ... وليس من يخلُدُ
والصِبا في غدٍ يَنطَوي يُبَدٌَدُ
رَفَعَت ( غادتي ) رأسَها ... تمسَحُ دَمعَها والرُموشُ تشهَدُ
تَقولُ يا فارِسي
لكِنٌَها المَظالِمُ ... في الحياةِ لَم تَزل تُعَربِدُ ؟
أجبتها ... لِنَدَع أمرَها لله ... من يُنكِرُ عَدله أو يَجحَدُ ؟
وإن عَجِزتا ... ما لَنا سوى الدُعاء ... ورَبٌُنا مَن يُنجِدُ
مَسَحَت وجهَها بِكَفٌِها ... وتمتَمَت لِرَبٌِها تَحمُدُ
قلت في خاطري ... متى أذا لحبنا تُجدد ؟
شُحرورَةُُ غَرٌَدَت من فوقِنا ... وليفها بين الغصونِ يرقُدُ
طارت إليه ... فأوجد من الخضار عِشٌَاً لَها وبه تَرقُدُ
تَبَسٌَمَت غادتي ... قد شاقَها المَشهدُ
نظرت إلَيٌَ في رقٌَةٍ ... كأنها بِمُهجَتي تَستَنجِدُ
سُبحانَ مَن أرسَلَ الشُحرورَ ... لِحُبٌِنا يوقِدُ
بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق : وفاء بدارنة