الاثنين، 21 يونيو 2021


*** المنزل الحجري    ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** المنزل الحجري   ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

*** ( المنزل الحجري )  ***

في بَسطَةٍ بَينَ الجِبال .. قَد شاقَها المَنظَرُ 


حوريٌَةُُ شَقراء ... مِنها الجَمالُ يَخجَلُ


يَقولُ لَيسَت هذِهِ في أصلِها بَشَرُ


شَلٌَالُ ماءٍ لِلصُخورِ يَحفِرُ


عَجَباً لِمائِهِ ... منَ السَماءِ صافِياً يَنزِلُ


والشُجَيرات من فَوقَها تلك الصخورِ ... تَنمو كَما َتُزهِرُ


وَحَولَها كَم نَمَت نَبتَةُُ من صِنفِها الزَعاتِرُ ؟


بَلابِلُُ في جَوٌِهِ كَم رَفرَفَت وغرٌَدَت ... وأستَوطنَت لا تَهجُرُ؟


وفي الذُرى كَم عَشعَشَت فَوقَها الأنسُرُ


تَوَقٌَفَت مَليكَتي ... وسِحرُها يُذهِلُ


تَنَهٌَدَت في حَسرَةٍ تَسألُ ... ؟


ألَستَ أنت الفارس الأوٌَلُ ؟ 


أجَبتَها ... كَذلِكَ الآخِرُ 


فأردَفَت ... أُريدُ بَيتَاً من صخرِهِ الصَوٌَان لا يُقهَرُ


في المَكانِ صامِداً يُعَمٌِرُ


يَكونُ عِشٌَاً لَنا ... ومَوئِلاً يا فارسي ... هَل تَقدُرُ ؟


قُلتُ في خاطِري ... كم أزعم أنني الفارِسُ الغضنفر 


عن قُدرَتي لا أُسأَلُ


بَنَيتُ صَرحاً لَها راسِخاً ... بالرَوعَةِ يُغمَرُ


يا ويحها الأنواء ... كلما عصفت من حولنا تحديا يَسخَرُ


دَعَوتَها ... فأقبَلَت ... 


في داخِلِ عِشٌِنا ... قَد شاقَها الغَزَلُ


تَبَسٌَمَت ... وأشرَقَ وَجهُها 


والشِفاهُ يَنضَحُ مِنهُما العَسَلُ ... 


ودَنَت ... قُلتُ في خاطِري يا وَيحَها ... ما عَساها تَفعَلُ ؟


فأسبَلَت لي جَفنَها


فَشَهَقتُ من دَهشَتي ... يا بئسهُ التَعَجٌُلُ


سَألتَها ... لَن نُكمِلَ حَديثَنا ... وذلِكَ الغَزَلُ ؟


تَنَهٌَدَت ... بِدَهاء ... لَعَلٌَنا في الصَباحِ لِلحَديثِ نُكمِلُ


وفي الصَباح أسبَلَت جَفنَها ... ودَنَت 


فَقُلتُ في خاطِري ... 

مَتَى إذاً لِلحَديثِ نَستَكمِلُ ؟


فَكَم أحِبٌُ الحِوار ... والغادَةُ للحِوارِ تُهمِلُ


شَهرُُ مَضى ... وهِيَ في كُلٌِ حينٍ تُسبِلُ

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق