أسفا رسول الله - ثَمّ دخَانُ
النادي الملكي للأدب والسلام
أسفا رسول الله - ثَمّ دخَانُ
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
أسفا رسول الله - ثَمّ دخَانُ
ساقته نار - حمّها بركانُ
حمَمٌ على وجه السلام تبارت
وبكل واحدةٍ - علا إيمانُ
دينٌ يُمزقه الشقاق نهارا
والشمس أسطعُ ما جلا الديانُ
فرقٌ تداخل بعضها في بعض
والدين من كلٍّ - به طوفان
إن قلنا لا عينٌ لديهم فترى
ردّت علينا - أعينٌ ولسان
فلهم عيون أمعنت من نظر
ولهم لسانٌ لم يطله لسانُ
لم تشتكيهم ابصرٌ أو سمعٌ
لكنهم بقلوبهم عميانُ
ولهم جذور بالثرى يحفظها
تنمو على ما رسّب الطغيانُ
ليست وليدة يومنا ومسانا
بل كنزُها - ماخزّنت ازمانُ
محفوظة مذ سنّها ماجنُهم
مذ غرّس(الجمحيُّ والكنعانُ)
بيد المجوسيِّ ابتدت بدرتها
من بعده -لم يرتوِ - عطشانُ
حين اشتروا دينَ الهوى أظمأهم
لدمٍ - ومنّي يشرب الظمآنُ
ولهم على مدِّ الفروع -فروعٌ
من بعضها قد أورق ( القحطانُ)
قد خبّأوا في طيّ دين دنيا
والناس -جهلا- غرّهم عنوانُ
هانت عليهم دماء بنيهم
فاسترخصوها إذ دعا السلطانُ
أتباعهم لم يدركوا ما ضمَروا
بالسمع ثم الطوع -ضلّ بيانُ
لو أمعنوا في الجُبّ لا كتشفوا
ألّا ذئاب هناك - أو قمصانُ
كل العيون لدى السّراب تراءت
أنّ السراب يخاله العطشانُ
في كل عصر للخوارج حجٌّ
لرموزهم كي يخلفوا من كانوا
من شتَّ منّا يصطفيه أميرٌ
والمقتدي بالمهتدين جبانُ
في قلعة (الحشاش) دين متاعٍ
والسيف في كرّاته البرهانُ
( الداعشي) إذا رأى فنَبيٌّ
( والقاعديّ) بسيفه الفرقانُ
و(الحوثويُّ) على خطى مرقده
فقه التقيّة - حدّه القرآنُ
وجميعهم في دينهم -لا وطنٌ
مهما يطُل ظلٌّ - تطل اوطانُ
وكفى لكم في ظلنا مسكنكم
وإذا نجود -فذلك الإحسانُ
وعلى ضفاف شواطئ أطماعٌ
ممّن لهم قد أجدبت شطآنُ
لم ينسَ( فرسُ) الماء إذ أطفأهم
والطيلسان وما بنى الرومانُ
مدّوا الخطى حتى مداهم بصرا
وعلى الطريق تسلّق الإخوانُ
مرّوا على قوم لهم سابقةٌ
وعلى مناهم صدّق( العثمانُ)
وعلى النموذج أمّهم( صهيونٌ)
يحتال في إرسائه الصلبانُ
والكل بات بإمرة( الماسونِ)
لبناتِ جدرٍ ضمّها بنيانُ
ناموا على حلمٍ بخرق جدار
كيف الوصول لما بنى الشيطانُ
*********
عار علينا أن لنا( واعتصموا)
وبفقدها- ما عزّ فينا يُهانُ
ولهم- لبغيٍ بينهم-( واختلفوا)
ونرى التلاحمَ فوقه البنيانُ
مددا -رسول الله - قد فرّطنا
لا غوث إن لم يسدنا الرحمانُ
إنّ الدماء -وقد شكت لمجيرٍ
ما خانها عند الدعاء لسانُ
-------------------------------
بقلم : عبد الحليم الشنودي
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق