الجمعة، 15 أغسطس 2025


إِضْرَابُ الأَمْعَاءِ الخَاوِيَةِ

النادي الملكي للأدب والسلام 

إِضْرَابُ الأَمْعَاءِ الخَاوِيَةِ

بقلم الشاعر المتألق: محمد توفيق 

إِضْرَابُ الأَمْعَاءِ الخَاوِيَةِ

شِعْرٌ: مُحَمَّد تَوْفِيق

---

لَا أَرْغَبُ أَنْ آكُلَ أَكْثَرَ،

فَطَعَامِي بِطَعْمِ العَلْقَمِ،

فَكَيْفَ لِلْفَمِ أَنْ يُطْعِمَ،

وَالجَسَدُ أَسِيرٌ وَيُظْلَمُ؟


رَفَعْنَا رَايَاتِ العِصْيَانِ،

لِوَلِيدٍ وُلِدَ وَلَمْ يُفْطَمْ،

وَأَرْضٌ أَضْحَتْ مَسْلُوبَةً،

وَالعَالَمُ فِي سُبَاتٍ يَحْلُمُ.



---


القُدْسُ أَسِيرٌ مَقْهُورٌ،

وَيَنْعَى عُرُوبَةً كَالأنْعَامِ،

وَالغَرْبُ يُعْلِنُ الحِقْدَ،

وَلَدَيْنَا حُثَالَةٌ مِنْ حُكَّامٍ،


لَا تَمْلِكُ إِلَّا أَنْ تَشْجُبَ،

وَأَمَانِي وَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ،

لَا تَمْلِكُ إِلَّا الكَلِمَاتِ،

وَتَبِيعُ لِشَعْبِي الأَوْهَامَ،


وَتَذْهَبُ لِلْبَيْتِ الأَبْيَضِ،

لِتُقَدِّمَ لَهُ القُرْبَانَ،

فَأَيْنَ صَلَاحُ الدِّينِ؟

بَلْ أَيْنَ ثَانِي الحَرَمَيْنِ؟



---


يَا ضَمِيرَ العَالَمِ اسْمَعْنِي،

صَرَخَاتِي تَصُمُّ الآذَانَ،

أَشْلَائِي تَمْلَأُ الطُّرُقَاتِ،

وَأَجْسَادِي بَيْنَ الأَرْكَانِ،


فَعِيسَى قَدْ حَمَلَ صَلِيبَهُ،

لِيَعْبُرَ طَرِيقَ الآلَامِ،

تَارِيخِي يُنْهَبُ بِعُيُونِكَ،

لِعَدُوٍّ غَاشِمٍ وَجَبَانٍ،


وَوَعْدٌ قَدْ صَارَ خَنْجَرًا،

بِأَيْدِي أَخَسِّ إِنْسَانٍ،

فَالقُدْسُ لَيْسَتْ أُضْحِيَةً،

تُنْحَرُ مِثْلَ الخِرْفَانِ.



---


القَيْدُ قَدْ أَدْمَى ذِرَاعِي،

وَلَكِنِّي صَامِدٌ وَأَمِينٌ،

وَمَهْمَا حَاوَلُوا خِدَاعِي،

سَأُحَرِّرُ أَرْضَ فِلَسْطِينِ،


أَنَا مُضْرِبٌ عَنْ كُلِّ الأَشْيَاءِ،

قَدْ تَرْفُضُ ذَاتِيَ الزَّادَ،

قَدْ أَرْفُضُ حَتَّى الهَوَاءَ،

وَأَصِيرُ بَقَايَا أَشْلَاءٍ،


وَلَكِنِّي سَأُوَرِّثُ أَبْنَائِي،

أَهَمَّ وَأَبْقَى الأَشْيَاءَ،

القُدْسُ أَرْضٌ عَرَبِيَّةٌ،

وَالأَقْصَى مَهْدُ الرِّسَالَاتِ،


بِثَرَاهَا يَرْقُدُ أَحْفَادِي،

وَتَارِيخُ كُلِّ الأَجْدَادِ.

---

شِعْرٌ / مُحَمَّد تَوْفِيق

مِصْر – بُورْسَعِيد

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق