الأحد، 17 أغسطس 2025


|| دم النساء... على أقدام الطغاة ||

النادي الملكي للأدب والسلام 

|| دم النساء... على أقدام الطغاة ||

بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر 

|| دم النساء... على أقدام الطغاة ||

ها هي النساء في بلدي يُغتالن بلا جرم

وتُدفن الحرية تحت أقدام الطغاة كما تُدفن الزهرة في تربةٍ يابسة، لا ماء لها ولا شمس

يُزهقن الأرواح البريئة باسم "الشرف"

ويُمارَس الظلم باسم "الرجولة"

وتُحاك حول الحقيقة خيوط الكذب حتى تبدو الجريمة وكأنها فضيلة


من منحكم الحق لتسرقوا حياةً خلقها الله، وكتبها بيده في كتاب القدر؟

أيُّ قلبٍ حملتم حتى تستسهلوا إطفاء نور روحٍ لم تُخطئ، وأيُّ يدٍ امتدت لتفعل ما لا يفعله إلا من نزع الرحمة من قلبه؟

لا يحق لأحد أن يأخذ الحياة إلا خالقها

ومهما زيَّنتم أفعالكم بالكلمات، ستبقى الدماء تصرخ في وجوهكم


تُقتل النساء مرةً بحدّ السيف، ومرةً أخرى بسجنٍ لا أبواب له سوى قيود الحياة

 قيودٌ خفية تُكبّل الروح قبل الجسد

وتطفئ أحلام الطفولة قبل أن تتفتح كالزهور

تُحبس الفتيات بلا أغلال، لكن جدران الصمت والخوف تحيط بهن، ويُستَعبد جسد المرأة وروحها، ويُباع صوتها وحقها في أسواق الأعراف البالية، ثم يقولون إنها "امرأة"... وكأن الكلمة في قاموسهم مرادفة للضعف والانكسار


وتُقسو المرأة على المرأة، فتُصبح يداً إضافية تُصفّق للجلاد، ورقبةً أخرى تُحني رأسها أمام الظلم لتنجو بنفسها

ويُحتقر رأيها فقط لأنها أضعف في نظرهم، وكأن العقول تُقاس بالقوة الجسدية لا بنور الفهم والوعي

وحين نسألهم عن حجتهم، يرددون مقولةً حفظوها دون فهم: "أنتم ناقصات عقلٍ ودين"، متناسين أن النقص الحقيقي هو في إنسانية من يرى في القهر بطولة، وفي إسكات الحق نصراً، وفي إذلال المرأة رجولة


هذه الأرض التي أنجبت الأمهات، صارت تُراق عليها دماء البنات، وهذه القلوب التي ربت الأبطال، صارت تُكسر بأيدٍ تدّعي الحماية

لكن يوماً ما ستنبت الحقيقة من بين الشقوق، وسينهار جدار الصمت، ويعرف الجميع أن المرأة، كانت وما زالت، نصف الحياة... وأن قتلها هو قتل الحياة ذاتها.

بقلم : نور شاكر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق