الخميس، 14 أغسطس 2025


💮 خيطوها بعارهم… ففلتت 💮

النادي الملكي للأدب والسلام 

💮 خيطوها بعارهم… ففلتت 💮

بقلم الشاعر المتألق: وسام طيارة السوري 

💮 خيطوها بعارهم… ففلتت 💮

لا أحد يختار نسبه، لكنهم أرادوا أن يختاروا من يستحق أن يُنسب.


ولدت، لكن القابلة لم تصرخ، بل همست:

«خُذوها من هنا… قبل أن يراها أحد».


كان للقرية عرفٌ واسع لا يسأل عن الآباء إن صمتت الأم،

لكنه لا يغفر لمن لا تُنجب اسمًا قبل أن تُنجب جسدًا.


كانت جميلة، ولها ظل وابتسامة لا يفسرها فقيه.

فقال شيخ العشيرة:

«لا النسب معروف، ولا الخوف كافٍ».


تقدّم أحدهم لخطبتها، فصاحوا:

«أتتزوج امرأة بلا نسب؟!»

فرد آخر:

«بل بلا أبوة… أما النسب، فربما تُنسب لنفسها».


في القرية، لا يُسأل الرجل عن أصله،

لكن المرأة تُحاكم باسم جدّ جدّها،

وإن لم تملكه، استحقت حطب النار.


قال أحدهم:

«لا يجوز لها الحديث أمام الرجال».

فرد الآخر:

«لكنها كانت تصرخ وهي تولدكم جميعًا».


أسموها "بنت الليل".

قال بعضهم: من زنا الخيول،

وقال آخرون: من خطيئة الريح.

أما هي، فكانت تنادي نفسها:

«ابنة الضوء المقطوع».


حين كبرت، لم تبحث عن بيت،

بل عن سؤال لا يُطعن بسكين:

«إن لم يكن لي أصل، فهل يحق لي أن أحيا؟»


أرادت أن تتعلم.

ضحكوا.

قال كبيرهم:

«العلم لا يليق بمن لا يملك نسبًا…

هي لا تصلح إلا زادًا للرمل».


فُرض عليها الصمت،

الصلاة من خلف الجدار،

والضحك في الظلام.

وإذا أحبت قيل: «عاهرة»،

وإن لم تحب قيل: «معقّدة».


كل طفل يُولد في هذه القرية،

يُمنح أولًا اسم الجد،

ثم اسم القيد،

ثم اسم الخوف.


أما هي، فكلما كتبت اسمها،

تساقطت منه الحروف،

واختنق الورق.


وفي صباح غريب…

خرجت بثوب أبيض بلا وجه،

وتركت على الجدار يدًا ملطخة بالدم،

ورحلت.

قالوا:

«هربت!»

لكن العجوز التي كانت تنظف جراحها سرًّا قالت:

«لم تهرب… لقد صعدت».

#يتبع

ختامًا:

في تلك القرية، قالوا إن النساء إما أن يُدفن في البيوت أو في القبور،

لكنها خرجت من بين الحيطان كما تخرج النار من الحجر.

لم تكن تبحث عن باب، بل عن سماء.

ولأنهم لا يرون السماء، ظنوا أنها هربت.

Wissam Syrian 

بقلم : وسام طيارة السوري 

توثيق: وفاء بدارنة 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق