الجمعة، 15 أغسطس 2025


*** الأشجار لا تنحني. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الأشجار لا تنحني. ***

بقلم الشاعر المتألق: فتحي الصيادي 

*** الأشجار لا تنحني. ***

بقلم: فتحي الصيادي

تموتُ الأشجارُ شامخةً،

رأسُها يلامسُ السماء،

والنبعُ قريبٌ…

لكنها لا تنحني،

فالكبرياءُ في جذورها،

كما الماءُ في عروقها.


تتعرّى من أوراقها،

تصبرُ على الظمأ،

تموتُ بصمت،

لا تبوحُ للريح بسرّها،

ولا ترفعُ شكواها للسحاب.


كانت، قبل الموت،

ربيعًا أخضر،

لا ورقةً صفراءَ فيها،

وحين يجيءُ موسمُ العطاء

ينحني الغصنُ وحده

ليمنح الثمارَ للمسافر،

وللعابرِ الذي لا يعرفها…

لكنها تعرفه.


وفي لياليها الطويلة

تحكي للقمر

عن آباءٍ مرّوا من هنا،

وعن الوفاءِ

الذي كان ظلّهم.


كانت تُنير الطريقَ

للغريبِ المرهق،

وتزرع الطمأنينة

في قلبِ العائدِ من العتمة،

جذورُها في الأعماق،

وعطاؤها بلا حساب،

لا تنتظر شكرًا،

ولا تردُّ على المديح.


حتى حين تموت،

لا تموت…

فالحيُّ يذكرُ ظلَّها،

والزمنُ يدورُ حولَ حكاياتها،

وتبقى هي…

شامخةً في الوجود،

نحبُّها،

كما تحبُّ الأرضُ المطر.

بقلم : فتحي الصيادي 

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق