الجمعة، 8 أغسطس 2025


بَيْنَ الأَلَمِ وَالفَرَحِ… تُسْتَعَادُ الذَّاكِرَةُ

النادي الملكي للأدب والسلام 

بَيْنَ الأَلَمِ وَالفَرَحِ… تُسْتَعَادُ الذَّاكِرَةُ

بقلم الشاعر المتألق: ماجد ياسين عبيد 

بَيْنَ الأَلَمِ وَالفَرَحِ… تُسْتَعَادُ الذَّاكِرَةُ

بقلم: ماجد ياسين عبيد / سورية


في نهارٍ يلفه الصمتُ كوشاحٍ ثقيلٍ، جلستُ أستجمع شتات الفكرة، وألمّ خيوط العبرة، كمن يجمع حبات الندى قبل أن يذيّبها قَيظ الظهيرة.

أردتُ أن أنسج مقالًا يحتضن ذكرى أيام الشدائد، تلك التي حفرت في القلب ندوبًا، وفي الروح ظلالًا، لا تمحوها مواسم النسيان.


حين أرخي المساء ستاره، فتحتُ محبرتي، وأطلقتُ لعصارة قلبي أن تسيل في سطور تمتزج فيها ألوان الفرح ورماد الألم، عليّ أبلغ المرسى الذي طال انتظاري له.

وإذا بخيالي يُبعث حوارًا غريبًا بين الضدين؛ قال الفرح: "كيف تجمعني مع الألم على صفحة واحدة؟" فرد الألم: "ما اجتمعنا قط إلا افترقنا".


ابتسمت وأنا أغمس قلمي في الحبر، وقلت لهما: "سأهدّم جدار التنافر بينكما، فالحزن إذا عانقه الفرح رَقّ، والفرح إذا مرّ بجراح الحزن ازداد عمقًا".

سكبت الفرح أولًا على نزيف الألم، فخفّ وهجه، ثم فتحت دفاتر الذاكرة، فإذا بالصور تنهَمِر كمِداد قانٍ، ترسم على الورق قصةً لم يشارك في صياغتها سوى القلب.


تَناثرت قطرات الحبر كأنها دموع أزهرَت على بياض الصفحة، فارتسمت لوحة تمزج حكمة الألم بصفاء الفرح، وتروي أن النور لا يُدرَك إلا بعد مسير طويل في العتمة، وأن القلب الذي ذاق مرارة الجرح، هو الأقدر على احتضان البهجة حين تشرق.


سمّيت تلك اللوحة: "بين الألم والفرح… تُستعاد الذاكرة"، وتركتها شاهدًا على أن الحزن ليس نقيض الفرح، بل بوّابته الخفية، وأن من لم يذق لوعة الدمع، لن يعرف يومًا طعم الابتسامة.

بقلم: ماجد ياسين عبيد 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق