***نحن لا نبيع القصائد***
النادي الملكي للأدب والسلام
***نحن لا نبيع القصائد***
بقلم الشاعرة المتألقة: ناريمان معتوق
***نحن لا نبيع القصائد***
بقلم : ناريمان معتوق
أنا امرأة كلما تكبر بالعمر تزهر أكثر
أنا امرأة لا تخشى تعرجات العمر على ملامحها
وتؤمن بأن لكل فترة حياة وجمال
ولو كان لي من العذاب نصيبٌ وشطرٌ من الوجع
وفي حياتي والحزن
أنا امرأة تؤمن بأن الحياة التي نحياها
لا بدّ أن تتسع فيها رقعة الخير
ولا بدّ أن تكبر وما نحن سوى جثثٍ سائرةٍ
على وجه الأرض إلى حين....
ما زلنا نكتب أوجاعنا رغم المآسي
وعلى حافة القصائد يكون لنا الحب
ولتراب الوطن منها نصيب
فيكبر فينا أكثر.....
كما نزيلها بأسمائنا
نحن لا نبيع القصائد....
فهي وجعنا والأقلام تكتبها على الورق
نحن نهبها بمحبة
لكل عاشق،
لكل حزين،
ولكل عابر سببل،
لكل من يفتقد الأمل،
لكل من لا يعرف قيمة الحياة كما الموت
كلماتنا لا بدّ أن تصل مكانها الصحيح
نحن لا نخشى الموت لأنه قدر
ولكن الحياة ما هي سوى ممر لحياة أفضل
أؤمن أن الله يبعث النور ويخبئه فينا ويندمج فينا
لكن لا بدّ أن يظهر في يوم من الأيام
إن كان على ملامحنا أو بأفعالنا
نحن الذين لا يقيدنا قيد أو شرط
نحن القلم الحر دائماً
أكبر همنا مرضاة الله
فلماذا نخاف؟
قل لي.....
هل نخاف من عدل الله الموجود فينا؟
أم نخاف من ألسنة مجتمع ثرثار
حيث يتراقص على جثث البشر حياة؟
نحن لا نخاف الحق والمنطق
نحن لا نخاف الأحلام الهاربة من واقعنا والمستحيل
نحن لا نغادر أرضاً أكلنا من خيراتها يوماً
حين جاعت ملامحنا
وشبعنا منها من العزة والكرامة ما يكفي الثبات
والآن بعد مضي عمر كم لهونا على أرضها بحب
عانقنا فيها الشجر والجبال والسماء والمطر
عانقنا فيها اللهفة ومحبة من غادرنا على عجل
دون الانصات لكل كلماتنا الموجوعة
نحن القضية الأولى،
نحن الأمل بالمستقبل،
نحن شعاع من نور على هيئة بشر،
نحن الحكايات التي لا تنسى،
نحن الربيع الذي لا بدّ أن يزهر،
نحن الحلم،
نحن الحب،
نحن الحنين لتراب الوطن،
نحن القوة رغم الضعف،
نحن الشعب الذي يحمل تاريخ وإرث بلاده
وعلى أكتاف المجد لا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ
ولا بدّ أن نحمل على أكتافنا كفن الموت
وما الموت سوى حق فهو كلمة الله للبشر
يوماً ما سنكون في مقبرة الواقع
يقرأ علينا قرآن الحق
حيث صفعتنا الحياة بألف قهر وعذاب
نصمت بعدها عن الثرثرة
وتتلاشى ملامحنا
لتبدأ حياتنا الثانية هناك
لكن لا بدّ أن نظهر كما لو أن الحياة رحلة
قطعنا فيها مسبقاً تذكرة بقطار العمر
أخذت منا كل شيء
(يقهر الله عباده بالموت والفناء)
لكن وهبنا النقاء فظهر طهراً على ملامحنا
لم يقرأه فينا سوى من عرف معنى الطيبة والحب
فكنا كحلم يتسع على مدى أرض الوطن حياة
(نحن لا نبيع القصائد)
بقلم : ناريمان معتوق/لبنان
12/2/2023
8:16ص
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق