الأربعاء، 21 سبتمبر 2022


*** أشكرك.  ***

الأكاديمية الدولية لائتلاف رابطة حلم القلم العربي للأدب والسلام 

*** أشكرك. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: عبير جلال 

*** أشكرك.  ***

بينما تعج القاعة بالتصفيق الحاربعد إنتهاء مناقشة رسالة    الماجستير التي إمتدت لأكثر من ساعتين وأثناء إنتظاري لإعلان النتيجة نظرت إلى وجوه الحاضرين بالقاعة، والتي كانت  الفرحة تعلو وجهوهم ،ظلت  نظرات عيناي معلقة بعيون ذلك الشخص الذي كان وراء هذا النجاح، وقد إعتلى وجه السعادة الممزوجة بالقلق بعد تلك المناقشة العاصفة،نظرت إليه وإبتسمت.

وذهبت في رحلة ذكريات طويلة

مر شريط عمري أمامي وتذكرت حين تقدم لي أبن عمتي لخطبتي،،وانا حاصلة على شهادة الاعداية،

ذهبت بعيدا منذ إثنتا عشر سنه وتذكرت عندما كنت أعيش في منزل أبي مع أخوتي الذكور. فقد إهتم والدي بتعليم أخوتي وقال البنت تكتفي بذالك القدر من التعليم لإنها سوف تتزوج،،،مرت الأيام وبلغت من العمر سبعة عشر سنة،وفي يوم من الأيام حضر أبي من العمل فرحا متهلا الأسارير،،أخذ يتحدث لأمي وينظر لي وأمي تنظر لي وتبتسم،،

وفجأه قال تعالي ياإبنتي أريد أن أتحدث معك،،،

قال أبي لقد تقدم أبن عمتك منصور ليطلب يدك اليوم،،فما رأيك،،

نظرت لأبي وقد إعتلت حمرة  الخل وجهي ولم أتكلم،،،

هنا قال والدي منصور رجل شهم وكريم ويعمل محامي في  المدينة حيث نسكن في قرية صغيرة،،،

 قال أبي ،إبن عمتك فيه خصال كريمة كثيرة مارأيك،،

وضعت رأسي في حضن أبي وصمت فقال لي أجيبني ياأبنتي  مارأيك ،،

رتبت على كتفي ،هنا قلت له رأي بعد رأيك ياأبي،،،،

قال أنا موافق. ،قلت له وأنا أوافق،،

لمعت عيون أمي من الفرحة وإنطلقت الزغاريد تجللجل  في بيتنا ،،

جاء منصور بعد أسبوع ليخطبني ،وبعد شهرين أقمنا مراسم الزواج وسافرت معه إلي المدينه،،،

ومرت سنتين في سعادة وهناء،فقد كان كريم جدا معي ورقيق في التعامل جدا،،،

وفي يوم من الأيام ترافع في قضية كبيرة وحصل على حكم البراءة لموكله،،

وأقام حفلة كبيرة بمناسبة ذلك ،،

وكان وقت جميل قضيته ،لحين قالت لي زميله له ،،ألم تفكري في تكملة تعليمك ،،منصور يكبر في عمله وأنت كما أنت الحمد الله إنك لم تنجبي أطفالا حتى الأن كيف كنت تقومين برعاية دراستهم وأنت كذلك ،،،

أثرتها في نفسي،،

وعندما عدت لمنزلنا أنفجرت في البكاء،،بكاء مرير حسرة على عدم تعليمي،وشعوري بأني أقل كثيرا من منصور زوجي،،

وبكاء على عدم إنجابي أطفال حتى  الأن،،،شعرت من شدة البكاء بأن قلبي سوف يتوقف،،

سألني منصور  ،لماذا تبكي حبيبتي. 

فقلت لك ما حدث من زميلته في العمل،

هناأرتسمت على وجه ملامح الغضب،،وإقترب مني وأخذني بين يديه وقبلني من جبيني ورتب على رأسي،وقال ،،لاتحزني حبيبتي انت حبيبتي أحبك هكذا ،فقلت له لم انجب اطفال  قال لي إنها إرادة الله وسوف نرزق بأطفال لاتقلقي حبيبتي ،قلت له اريد أن أكمل تعليمي،،صمت برهة وقال إنه إرهاق عليك مع مشاغل المنزل،

أرجوك يا منصور أريد أن اكمل تعليمي. هنا وافق على طلبي وقال

لاتقلقي حبيبتي سوف اقدم اوراقك لتعليم الثانوي وسوف تنجحين،

وفعلاإلتحقت بأولى ثانوي،فكنت أسهرا ليلا أذاكر  وأراعي طلبات منصور والبيت نها را ،

وفي وقت الإمتحانات كان يسهر منصور معي ليشجعني ويشد من أزري،،كان يقف بجواري ويساعدني في كل شيء بجوار عمله في المحاماه،،،

مرت الثلاث سنوات في مرحلة الثانوي پجهد وإجهتاد مثابرة وسهر ،ولم يتخلى عني يوما ،،بل على العكس كان في إمتحانات الثانوية العامة يقوم بتوصيلي اإلى لجنةالإمتحان،،،

ومرت الأيام وجاءت النتيجة بنجاح باهرا،فكانت فرحتي لاتسع الحياة كلها،لقد إنتصرت بجهدي وإجتهادي وحصلت على مجموع يؤهلني دخول الجامعة ،،،

إستأذنت زوجي منصور في دخول الجامعة،فضحك وقال يجب أن تلتحقي بالجامعة فأنت متفوقة،،،

إخترت الإلتحاق بالكلية الحقوق لأتخرج واكون مع زوجي في مكتبه ،،،وفي أثناء تقديم اوراقي الإلتحاق بالجامعة فإذا بي أصاب ببعض التعب صمم منصور على ذهابي لطبيب،وكانت المفأجاة عندما أخبرني الطبيب أني حامل،

كانت فرحتي عارمة،قبلني زوجي على جبيني وقال. ألف مبروك كله بإذن الله ،،

إلتحقت بكلية الأداب وزادت المسوؤليات الدراسة مع الحمل مع مشاغل المنزل،

ولا إنكر مجهود منصور معي لم يبخل بجهده ولا مساعدته لي،،،

وقبل إمتحانات أخر السنة في الفرقة الأولى جائتني ألآم الولادة،،

كم كانت صعبة تلك اللحظات،،،

ألم وصرخات ودعاء،،وبعد بضعة من الوقت رزقني الله بطفلتي الجميلة،،

زادت المسؤولية مع طفلتي والدراسة،فكان زوجي يراعي طفلتنا وأنا في المحاضرات،،

لم يشتكي يوما من المجهود بل على العكس كان يشجعني بشدة ،،

ومرت السنوات وتخرجت بقدير جيد جدا.،فكانت سعادة عارمة بنجاحي،لم يكن نجاحي فقط بل كان نجاحي أنا وزوجي الحبيب،،

لم يكتفي منصور بتخرجي من الجامعة بل قال لي،،لقد تخرجت بتقدير جيد جدا لذلك سوف تتقدمي لدراسة الماجستير،،

هنا توقف الزمن ونظرت له بكل إمتنان كم أنت عظيم يازوجي الحبيب،،

وفعلا إلتحقت بدراسة الماجستير وسهرت الليالي وإجهتدت ثابرت فقد كان مجهود جبار أبذله برغم مساعدة زوجي لي،،

أفقت من ذكرياتي على صوت من لجنة التحكيم يقول

إني قد حصلت على درجة الماجستير بدرجة إمتياز،

هنا تهللت أساريري من الفرحة العارمة،ووسط تصفيق حار،

أرسلت نظراتي تبحث عن زوجي وأبنتي لتتعلق نظراتي بعيون زوجي

لأهمس له بصوت هامس اشكرك لكل مجهودك معي كل هذه السنوات،

أشكرك،،

أشكرك يازوجي الحبيب

فنجاحي اليوم اهديه لك فقد كنت خير رفيق في الدرب ،

أشكرك بكل خلجات فؤادي ،

بقلم عبير جلال

مصر الإسكندرية

٢١/٩/٢٠٢٢

توثيق: د.وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق