الجمعة، 23 سبتمبر 2022


***  عودُ ثِقاب. ***

الأكاديمية الدولية لائتلاف رابطة حلم القلم العربي للأدب والسلام 

*** عودُ ثِقاب. ***

بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال 

***  عودُ ثِقاب. ***

منكِ صُنعت ،

كنتُ غُصناً أخضر ،

في جذوري أوراقٌ وزهور . 

وعندي شِرايينُ مِثلُكِ، 

وأورِدةٌ تَنقلُ غذائي ،

وكلّمّا تكَسَّرت أجنحتي ،

اشتدَّ بُكائي ،

رغمَ كِبريائي.

ملمسي ناعم ،

يأنس به العشاق ،

دون عِناق .

ولي أزهارٌ تنتجُ العُطور،

والبَخور ،

وهي الدّواء على البثُور .

وماءُ الوردِ من وَرقي،

وتسكرُ شِفاكَ من عَرقي ،

وتأنسُ النومَ في غَدَقي،

وكم نامَ الحنينُ على عُنقي.

وكم من عاشقٍ مجنون ،

يشتهي الجلوسَ في فَيئي ،

وكم حنَّت لذاكَ الحُبِّ أغصاني.

وكانَ السِّكينُ يَقتُلني،

في كلِّ يومٍ مرة،

أو مرّتين ،

أو ربَّما أكثر ،

لم أعُد أذكرُ الطَّعناتَ في جَسدي،

ويَحزُّ إسم عشيقةٍ على فَلَذات أغصاني.

ولم أيأسْ!

وتُترَك ُ ذِكرياتٍ وقلوبٌ ونِبال ،

أو تتركُ على جسمي سُؤالْ ؟

وكلما تعَتّقَ جِلدي ،

غارَتِ الأسماءُ في جَسدي.

وصَارت قِطعةً منّي ،

ما عُدت أكرَهُها ،

تآخَينا بِرغمِ الآه ، 

تَسامَرنا وكان الحُزنُ يَقتُلنا،

على حُبٍّ لمن يَعشَقْ ،

على إفكٍ لمن يَكذب.

وكانَ الدَّهرُ يَمضي ،

ويَمضي وأنا أكبر،

ما كنتُ أعرفُ ،

أنّهُ سيأتي يَومٌ ،

أتجرَّأُ فيهِ على أمي ،

فتركتكِ رغم عيائي ،

وأحرقتكِ رغم غبائي.

ولم أترك شَيئاً من كِبريائي ،

رغم دَهائي .

بقلم : مهدي خليل البزال .

ديوان الملائكة.

16/7/2021.م .

توثيق: د وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق