*** هبة الرحمن المخملية ***
رابطة حلم القلم العربي
*** هبة الرحمن المخملية ***
بقلم الشاعر المتألق: أبو عبدو الأدلبي
لم أدعي أنني شاعر ولم أطلق على نفسي لقب شاعر حتى كتبت
معلقتي هذه وهي تحمل الرقم عشرة بعد الألف
رائية الشاعر المهجري أبو عبدو الأدلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي الأدباء والشعراء
اسمحوا لي أقدم لحضراتكم قصيدتي بعنوان
*** هبة الرحمن المخملية ***
الحمدلله باري الخلائق فاطر
سبعا طباقا رب عرش قادر
الخيرات عنده في الخزائن جمعت
يعطي العباد كما يشاء وغامر
الأكوان خيرا لانضوب خزائنا
مهما عطا الرحمن خيرا وافر
فلقد عطانا من النعائم جلها
أفلا أكون إلى عطائه شاكر
بالرغم من أن المصائب أقبلت
سأظل من فوق المصائب صابر
رباه إن عظم البلاء بساحنا
بك أستجير وأنت أعظم ناصر
ولقد صبرت على البلاء كانني
أيوب صبر في الزمان الغابر
ألا إنه برد النبي قد احتلا
ولست في برد النبي أفاخر
أبدأ كلامي بالصلاة على الهدى
أذكى من كان اللسان بذاكر
صلى عليك الله ياعلم الهدى
ياخير من حملت بطون حرائر
ردا على العذال أكتب بردتي
وأصوغ من درر الحروف جواهر
جمعت فخر الأولين ومن يلي
وكل من نظم القوافي وجاهر
فلا الفرزدق قال مثل قصيدتي
ولا المعري وذي القروح مناظري
يعيى المجيئ بمثلها أهل الورى
ومن اعترض فاليأتي ثلث مشاعري
فلقد أنخت الأبجدية كلها
وكما أردت ملأت منها دفاتري
سطرت ألف قصيدة لم أنثني
هل كان مثلي في الخلائق ساطر
أبحرت في كل البحور مجادفا
قد كنت بحرا في القصائد زاخر
لي بصمة بالشعر قل نظيرها
بكل من عبر الزمان الغابر
فالشعر موهبة الإله لمن عطا
تهتف على لحن الحروف حناجر
ماكل من ركب الجياد بفارس
ولا كل من خاض الوقيعة كاسر
ولا كل من سبك القريض بشاعر
يحتاج من كتب القصيد مشاعر
نادى القريض هلموا إني أحتضر
من رافعا شرف القريض مناصر
فركبت من خير السوابق خيلها
وأنرت من حلك القريض دياجر
بمهند كره الكماة نزاله
فأخط من عبق الرياض العاطر
متلاطما مع كل فحل قصائد
حتى الفحول من النزال تغادر
فأنا المنية إن تلاطم موجها
قلمي اعتلى قوق الثريا منابر
أفخر بما نسجت يميني بردة
ويحق لي تلك الفحول أفاخر
بما هديت جبين عصري غرة
لم يكتب التاريخ مثلها شاعر
من عنترة حتى المهلهل وأمرئ
بدوي الجبل وكذاك مهدي جواهري
فكتبت من عبق الزهور أجنة
ورويتها كي تحيا فيها صغائري
حتى غدت كالراسيات شوامخا
من ذا يطال الشامخات قناطر
ألقيت في بحر القريض قصيدتي
فغدى القريض على جناحي طائر
ومحلقا كالنسر في كبد السما
يعلو على عرش القوافي زاخر
من رام صيدا بالعرين لهزبر
ماكان في صيد الأسود بظافر
أما زمام الشعر طاع بنانه
لمخضرم خاض الوقيعة جابر
العثرات في ساح القريض مروضا
صهوات من ركب القريض مناحري
الطير غرد والغصون تراقصت
تشدو على لحن الخلود الساحر
أما النبي فلست ند نبوة
لمن اجتباه إله عرش آمر
موسى كليم الله لست مبارزا
فلخير مااختار الأمين القادر
إذ ألقى معجزة الإله تلقفت
مايأفكون وكل إفك كافر
الكل ساع للعلا أن يرتقي
وأنا الذي فوق الثريا عابر
ماكنت في ساح القريض مقلدا
لي منهجي وإليك صدق مشاعري
فلئن أطال الله عمري إنني
سازيد من قدر القريض مقادر
ولآتين الشعر حسنا لم يرى
كجمال حور العين يوم الآخر
إن كان معيار القريض دراسة
أمي من حمل اللواء الناشر
يعطي من شاء الإله فصاحة
ويزيد من كان الإله بشاكر
كم مدعي بحر القريض هزمته
بمهند ماض القواطع باتر
ولكم خطفت مدرعا ببيانه
نسي البيان عن القصائد هاجر
ولى مطأطأ رأسه من ذلة
ماكان في وقع الهزيمة شاعر
فمن سواي ونار شعر سعرت
يطفي لهيب النار مزنا هامر
يمطر على ساح القريض قصائدا
أحيت بافئدة العباد سرائر
ومن سواي بحور شعر سجرت
وغدت على بيداء قاحط غابر
يزرع بتلك السامقات جنانها
فيعم خيرا في البرية وافر
بعد قحط من سنين تواترت
لم يجبر الشعراء كسر مشاعر
حتى نزلت الساح أعلن للورى
إني على حمل اللواء لقادر
وبرزت في بحر القريض مخضرما
أمشق عباب البحر بحرا هادر
فالشمس أشرق نورها على بردة
خالت بأن النور منها باهر
وإذا بها أم القوافي أشرقت
فتنير من حلك القريض دياجر
والسابحات الفلك في أبراجها
رقصت على لحن القصيد مواتر
أفراح من عشق القريض ببردتي
والجان قد سحرت بفيض عنابري
فلقد سحرت من العيون قوارئا
وأسرت من نبض القلوب خواطر
فأنا المتيم في القريض وربما
أضحى القريض إلى المتيم ناحر
وسيكتب التاريخ عني للورى
نبراس من كتب القصيد وعاصر
فيضا من الشعراء تغزو مواقعا
عبق الزهور على المواقع ناثر
أحببت أن أهدي الزهور أريجه
عبقا يفوح على الخليقة عاطر
ريح الجنان تفوح من أكمامه
يابخت من شم اليراع الزاهر
يبقى على مر الزمان عبيره
تصدح به في العالمين حناجر
لاتنكرن العين شمس من رمد
ولاينكر الأخيار قولي الساحر
سيظل في لحن الأنام مخلدا
يرويه من عشق القصيد وتاجر
درر الحروف يصوغ بعض جمالها
ويشم من طيب اليراع بواكر
فيكون حسن البخت في أيامه
ويكون في جبر الخواطر ماهر
هل يستوي بحر أجاج ودمعة
سقطت على جرداء نبعا غائر
أم يستوى أعمى البصيرة والبصر
بلبيب من حل اللجام الناثر
عبق الزهور فمن يشم يراعها
يشم من آس الجنان الفاخر
قرضت من قرض القريض ببردة
حارت من الألباب فيها بصائر
فسمقت أرقى للعلا متجاوزا
سوق العكاظ وكل أمجد شاعر
حامل لواء الشعر مالك أمره
سلطان من سبك الحروف وحاور
فلئن دعيت إلى السجال فهزبرا
من ذا يبارز في العرين لكاشر
الأنياب يلقى حتفه متباطرا
وماحسبت حساب أرعن باطر
الأسود في ساح القريض تهابني
باعي الطويل كما الرماح سماهر
ولسمهري صقل السنان برمحه
ماصاد صيدا مثل صيدي الوافر
فلقد ملكت من القصائد بردة
أوصدت باب الفخر فيها أفاخر
من يدعي سبقا عليه بيانه
إني إلى كل الدعاة لزاجر
ورثت مجد الأكرمين فصاحة
أنا اللبيب ابن اللبيب وساتر
عيب القريض لئن تعرى ستره
من بعد ماخاض البحور مغامر
حامل لواء الشعر رافع قدره
فوق الثريا ولامكان لزائر
فإذا همى عم الوسيعة غيثه
خيرا يعم كما السحاب الماطر
فترى الزهور بغيثه وقد انتشت
تروي البراعم من عبير وافر
أشعاري في سمع الأنام كآية
تتلى على سمع الأصم يبادر
طلب المزيد من القريض لأنه
يسمع من درر الكلام جواهر
أسمعت من كان الأصم باذنه
بفضل من كان البحار بساجر
فغدى القريض مع القوافي رهينة
مطواع أمر كنت فيه الآمر
يكفي القوافي من الفخار بأنني
قد صغت من أرقى البحور جواهري
دررا تساقط في القصيد وللورى
عطرا يفوح على المدى متناثر
الشعر يسمو في المشاعر يرتقي
من لايكون بذي الصفات يآجر
فالشعر إحساسا يفيض مشاعرا
تسقى بماء المكرمات مشاعر
وتساءل الشعراء من هذا الذي
أحيا القريض من الثبات وناشر
الروعات في ساح القريض مبارزا
كل الدعاة إلى القصيد قياصر
فالمدعون الشعر يعلموا أنني
أنخت من عتل الفحول جبابر
وليسألوا عني البحور كذا الحروف
خضعت إذا ماكنت فيها الآمر
وتلألأت لحنا على سمع الورى
يعزف على وتر القلوب بشائر
أن القوافي عاد مجدها بعدما
ملكت يميني وكان مجدها غابر
أورفت مملكة القريض قصائدا
ألفا تجر جمالها يتفاخر
من قائلا تلك المحاسن أشرقت
نورا يهل على البرية عاطر
من رافعا شرف القصائد للعلا
إلاي من بين الخلائق شاعر
فلقد كرمت من المزايا بأنني
رهف المشاعر لم أكن متكابر
يعلو الكريم تواضعا في أهله
يخفض جناح الذل وهو القادر
يرحم صغير السن واصل رحمه
يبرئ جروحا في الفؤاد وخاطر
وكذاك من كان الكرام فيقتدي
ولدي من طبع الكرام بوادر
أكرم صفات المرء غضا من بصر
عن عيب غيره للخلائق ساتر
فالله يستر من يكون بساتر
حتى يوارى في الثرى ومقابر
ليت شعري كان يوما نافعا
ينقل إلى تلك الربوع مشاعري
فلقد حننت إلى المضارب والحمى
ولكل من بيت الكرام يجاور
جاور جميل الروح تغدو ولفه
والروح في عشق الحبيب كطائر
تسعى إليه على البعاد وإن يكن
ماللجسد يوما إليه مسافر
فلقد رحلت عن البلاد وأهلها
وغدوت عن تلك الربوع مهاجر
وسرت بنا أرض الغريب رحالنا
أواه من صرف الزمان الغادر
ألا ليت لو أن المنايا تقودني
تلك الربوع إليها أصبح زائر
لكن هيهات الأماني قد غدت
والحلم أضحى في الزمان الغابر
استغفرت ربي ماقصدت تباهيا
لكن هي الأقدار تجبر خاطري
بعد سبع من عجاف تواترت
كانت إلى كل المصائب قاطر
لم أنحني وبقيت عمري شامخا
بالرغم من ظلم الزمان الجائر
حتى أتاني يوم أظلم بعده
قد كان يوما ذات حسن باهر
رمت الفؤاد مليحة في خدرها
بسهام لحظ من دواعج ساحر
غزت الفؤاد سهام لحظ صائب
وقد اعتلت عرش الفؤاد منابر
عيناها من فوق الخمار كنانة
ترمي وفي صيد الطرائد ماهر
صادت فؤادي بنظرة من طرفها
عيناها أمضى من شفير باتر
ألقت شباكا من حلاوة مبسم
أسقتني من كأس المنية حاضر
فإذا الإله عطاك جل مفاتنا
فارعي ودادا في الحبيب الحائر
حلي أسيرا من عرينك ساجدا
ولاتقتليه بظلم بعدك هاجري
هجر الأحبة لايطاق مراره
فلما تكوني من الأنام بناحري
غدرا بمن عشق الجمال پآية
وكنت في شرع الغرام بجائر
فلقد غدرت بمن هواك جهالة
ماكنت تعلم حد القطيعة آسري
ألغدر من طبع اللئام وأنت لا
ماكنت يوما في الحياة بغادر
أنت الوفاء بيوم شح وفاؤها
ياخير من عم الخليقة عاطر
الأخلاق تنهل من محاسن وجهها
كل المكارم في ركابها سائر
فالورد يضبط ريحه من مبسم
عبق اليراع تفوح منه حناجر
فنشم من طيب العطور نفيسها
ونسمع من سحر البيان جواهر
دررا تساقط من رحيق رضابها
من يشتري تلك الرضاب يتاجر
أدفع بعمري وما تبقى برضبة
في ثغرها تحلو الحياة مقابر
فارحمي من كان حسنك عاشقا
هجر الكرى ورنا إليك مساهر
النجمات يسأل أين تلك حبيبتي
ويراك من فوق النجوم بنائر
فغدت على جرح الفؤاد معنصلا
والغي أعمى منها كل بصائر
ماذا فعلت بقلب حبك آسري
فلما نأيت عن الحبيب مهاجر
أرسلت شوقي على الأثير محملا
حتى غدا مثل السحاب الواقر
يمطر على قحط الحنين فيغده
خيرا يعم على الخلائق عاطر
فينبت الأزهار من رحم الدنا
آيات حب في الورى تتناثر
والجاني منها من يكون فؤاده
رق المشاعر لم يكن متكابر
يعلو الأديب من التواضع قدره
ويزيد من حسن الجمال مشاعر
إن الجمال جمال خلق بالورى
والمرء يكرم في المحاسن ساحري
فالحسن من شيم الكرام هدية
واللؤم من طبع اللئيم الغادر
لست منهم لن تكون على المدى
أنت الكريم ابن الكريم بناظري
مني إليك من الوداد أجله
ومن الحنين إليك كل مشاعر
ستظل تخفق في المحبة مهجتي
حتى وإن ماكنت يوما عازري
سأظل أسجد في عرينك هائما
أشدو على حب الزمان الغابر
حتى يعود بذات يوم حبنا
وتجبر ماكسرت بكبريائك آمري
كسر القلوب جريمة لاتغتفر
ماذا جنيت...كي لاتكون بغافر
فاالله يفغر للذنوب جميعها
مادون شرك في الإله القادر
وأنا الذي ماقد شركت بمهجتي
إلاك من بين الخلائق زائر
فاحرص على قلبا يهيم محبة
بهواك يامن كنت خير بشائر
لاتلقى مثله في الأنام بصادقا
بحب من يهواه ليس بغادر
إليك أرجو أن تكون مسامحي
جفاك يقتلني وأنت مني نواظري
وإذا بقيت على خصامك ظالمي
أشكيك ربي بما كسرت بخاطري
مالت وفي غنج الحواري أردفت
عشق المها ماكنت يوما خابر
أفهل يعيب الشيب مثلي فارسا
لا والذي حفظ المقام العامر
حرمت عشق الغانيات بدنيتي
مازلت حيا في الحياة ونافر
صنف النساء وماتواتر نسلها
حتى القيامة لن أكون مغامر
هذي معلقتي الكريمة قد بدت
ترنو إليها من القلوب بصائر
رفعت من قدر القريض منازلا
حتى ارتقى فوق السماك مجاهر
بعلو قدري للمعالي سامقا
بكتاب شعر في القوافي نادر
أنا ابن جلاب الثنايا كلها
حيث يسري فالمكارم سائر
عني ابن حمود الأبي ووالدي
علم البيان كذاك جدي الطاهر
قريش أصلي والنعيم حمولة
هلا لمثلي في الأنام مفاخر
بعد النبي وآل بيت محمد
ذاك السراج أنار حلك دياجر
لا والذي سجر البحار كأنها
أعجاز نخل في رمال صاحر
ماأنجبت حواء مثلي شاعرا
ولا عاد في صلب الفحول مناظري
من خلق آدم للورود صراطها
بحر القريض وفي القصائد زاخر
أم البرد ولقد ختمت ربيعها
والحمد دوما للمهيمن غافر
الذلات أرجو عفوه مستبشرا
ماخاب من يرجو المليك القادر
ثمانون يتبعها بصافي مائة
تمت بحمد الله ربي شاكر
بقلمي الشاعر المهجري
بقلم : أبو عبدو الأدلبي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق