السبت، 14 ديسمبر 2024


*** ليلة خميس  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ليلة خميس ***

بقلم الكاتب المتألق: تيسير المغاصبه 

قصص قصيرة 

*** ليلة خميس  ***

تساءل في نفسه ؛ أن من غير الممكن أن يكن ذلك الهمس والغزل والتأوهات له هو قبل وصوله.

لكن..ربما يكون ذلك من شدة شوقها إليه..هو، أو إنتظارا وإستعدادا له هو.

أنها تذكر اسمه هو ؛عبد السميع،فهي تحبه كما يحبها..بل أكثر مما يحبها هو.

لكن هل  يصح أن تتغزل به وهو غير موجود ..نعم أن ذلك ..يحدث أنه الحب ..والشوق.

كان قد عاد عبد السميع..الرجل الطيب إلى بيته محملا بكل ما لذ وطاب مما تشتهي زوجته المدللة ؛الشيكولا والفاكهة ولم ينسى المكسرات الغالية الثمن.

فقد كان ذلك اليوم هو اليوم  المميز من أيام الأسبوع ،سوى أكان في المنزل أو في العمل .

لأنه اليوم قد تقاضى أجر نهاية الأسبوع من عمله "المياومة" في محل الخضار.

ولأن اليوم هو يوم الخميس فلابد من تكرار السهرة في تلك الليلة من الأسبوع؛مع مزيدا من الحميمية.

يقترب عبد السميع..يصل إلى أذنيه غنائها ونغوجاتها من الداخل:"ليلة خميس والليل من فرحه عريس ..؟"

ثم تتبعها بضحكة غانية ،ساخرة "ياعبد السميع؟"

يطيل الوقوف خلف الباب لينتشي أكثر وأكثر من صوتها العذب ..الرقيق ؛المثير .

ثم يفتح الباب بهدوء ..تنتشر رائحة العطور وروائح المساحيق الممزوجة برائحة البخور .

سار في الممر ..لحظات حتى وقف أمامهما مذهولا ،لقد كان يجلس إلى جانبها ،وعلى فراشه،بل ويرتدي منامته،وطاقيته.

كان كل مايخصه في تلك الليلة المميزة حاضرا ،

وجهه ملطخ بأحمر شفاهها من أثر القبلات.

طاقيته تومض "باللميع "الذي يبرق

 كالنجوم المتلألئة،تساءل في نفسه 

بدهشة:"كيف يحدث ذلك ؟!"

من غير الممكن أن أكون معها وأن أكون واقف أمامها في الوقت نفسه!!

هل هو فعلا أنا ..أم أنا هو !

نظرت الزوجة المنتشية إليه نظرة لامبالاة،نظرة ثقة وقحة و عدم إكتراث .

كذلك هو..لقد نظر إليه أيضا بلا مبالاة كما وأن مايحدث شيء عادي .

أما عبد السميع فوزع إبتسامات الحيرة بينهما ،فتساءل ثانية :

هل أنا في عالم الأحياء ..أم في عالم الأموات ..لكن أين سؤال الملكين كي أجيبهم.

تأمل ثياب الرجل ونظراته الوقحة،

خرج فزعا وصفق الباب من ورائه..جذبه شخصان كأنا شاهدا عيان على الواقعة 

،وكانا يراقبان الحدث منذ البداية.

لم يكونا غريبين عنه أبدا.

سأله الأول :

"أتريد شهود على الخيانة ياعبد السميع ؟"

لكن  زاد ذلك من هلعه فما كان منه إلا 

أن رمى من يديه  بكل مايحمل و تركهم

ا وجرى مبتعدا ،جرى بلا توقف.

بقلم : تيسيرالمغاصبه

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق