*** قصاصات شعرية ٨٥ ***
رابطة حلم القلم العربي
*** قصاصات شعرية ٨٥ ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد علي الشعار
قصاصات شعرية ٨٥
إذا أصبحتْ كلُّ البلادِ كغابةٍ
فليسَ يصحُّ البتَّ تصبحُ حَيْوانا
خُلِقْتَ من الذرِّ القديمِ بلمسةٍ
من اللهِ حتى صِرتَ بالحُبِّ إنسانا
-
لا تقتربْ من لمسِ شوكةِ وردةٍ
أو تبتعدْ عن حدِّ شمِّك للشذا
واطربْ لنايٍ صادِحٍ فوقَ الربى
ومسافرٍ عندَ الغروبِ مع الصدى
-
همى وحيُه الشعريُّ بالدربِ فجأةً
توقّفَ لم يعثرْ على ورقِ الندى
تخيّلَ دمعاً للحبيبةِ باسماً
فغمّسَ رِمشاً ثمَّ دوَّنَ ما همى
-
وعانقني الطيفُ البديعُ بليلتي
وثنّى وساداتي لنصفينِ هائِما
تمدَّدَ بيتُ الشعرِ فوقَ هلالِه
يلفُّهُما صمتُ الليالي مُترجِما
تألّقَ حرفُ الروحِ بينَهُما كرىً
تزوّجَ نجماً ساهراً مُنجِباً سما
-
تنبَّهْ لأسلوبِ ٱعْتذارِك بالهوى
فإنَّ انتزاعَ السهمِ أصعبُ من خَرْقِهْ
وكنْ مثلَ غيمٍ مدَّ دوماً شراعَه
وأرسلَ دمعَ الأعيُنِ الطُّهرِ من برقِهْ
-
وهبْتكِ قلبي والنعاسَ قوافياً
يُعانقُ شطرٌ شطرةً في الكرى معاً
وحينَ صحا نجمٌ تبلَّلَ بالسنى
رأى حرفَنا الليليَّ يقْطرُ أدمُعا
ونحنُ استراقاتُ النجومِ أهلّةً
تجمعْنَ ما تحتَ الوسادةِ أذرُعا
-
لا تُرهقْ نفسكَ في الدنيا
لن تخرجَ من فمِها حيّا
تُغريك الدنيا على عطشٍ
فاحذرْ تنساقُ لها ريّا
سترى لزُليخةَ أشكالاً
تدعوك على قُفْلٍ هَيّا
وٱزرعْ للأُخرى نخلتَها
وٱمنحْ شمسيكَ بها فَيّا
--
وأصعبُ ما تلقى ..خِيانةُ صِحّةٍ
وما دونَها يا صاحبيَّ يهونُ
ولكنّها الدنيا فما كان سنبلاً
يرفُّ وتُستسقى عليهِ عيونُ
جرى فوقَه فكُّ الرحى دونَ رحمةٍ
وذرَّتهُ في وجهِ الرياحِ سنينُ
--
إذا لم يكنْ للوردِ نحلٌ ورشفةٌ
لِمنْ وجنتاها بالصّبا تتغندرُ ؟!
--
محمد علي الشعار
٢٣-٤-٢٠٢١
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق