الأربعاء، 19 يونيو 2024


***  عودي. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** عودي. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد رشاد محمود 

***  عودي. ***

(محمد رشاد محمود)

في مطلَع أكتوبر من عام 1998

 كانت جفوَةٌ أسالَتْ على قَلَمي هذه التَّنَهُّدات :

عُـودي فــــما انبَـــعَثتْ ألحــانُهُ عودي

مُنـــــذُ ارتَحَلـتِ وجافَتنـي أغـاريــدي

قَـــدْ صَوَّحَ الهَـجرُ أزهــاري وبَـرَّحَ بي

حَـرُّ الرَّجـَـــاءِ ومــــا رَفَّـــت أمـالـيدي

واستَبدَلَ الـدَّمعَ بالأفراحِ مِنـــهُ جَـوًى

مِــلءَ الجوانِـــحِ ثَـــرًّا غَيــرَ مَشهـــودِ

يــَــا أُنــسَ ذاتي وكَـأسي لِلــرَّواحِ إذا

أعيـَــا الشَّقـاءُ ومَرسـاتي ومَــوعـودي

ورَائِـــــدي لِلــــــرِّضا إن راغَ بي أرَبٌ

وأَسْلَـــــمَ السُّهْــــدُ آمالــي لِتَنهــــيدي

مُـذْ غـَـابَ وجْهُــكِ عَنْ عَيـنَيَّ فارَقَني

طِيــبُ الــرُّقــاد وأَضوَتْني مساهـيدي

واسْـتَصحَبَ النَّـوحُ أشواقي ودَرَّجَني

مِـنَ المَواجِــــعِ عِربيـــــــدٌ لِعِربيــــــدِ

أُولِي النَّـدِيَّ مَراحًــــا غَيــــرَ ذِي مَرَحٍ

وعـاصِفُ الهَمِّ ضَـــــارٍ في تَجَـــاليدي

وألتَقي الصَّحبَ طَلـقَ الوَجهِ ذا لَهَــفٍ

جَمِّ النُّـــــزاءِ كَظيـمِ الــوَجدِ مَحشـودِ

عُودي عَدَدتُــــكِ ذُخري عِنْـدَ جائِحَتي

ومُرتَجــــايَ إذا أعيَــــتْ مواجِيــــدي

ما إنْ سَلَوْتُ رُضــــــابًا كُنـْـتُ أرشُفُـهُ

أنـدَى على القَلــبِ مِنْ صَفْــوِ العناقيدِ

ومــــا سَـرَى النَّـسْـمُ إلا خِلـــتُهُ أرَجًــا

مِنْ نـــَــاهِــدَيْكِ ونَفحَ النَّحرِ والجِيـــدِ

لَو رَفَّ بالـقَفْـــرَةِ الجَـرداءِ رَقرَقهـــــــا

واحًــــ.ـا ورَقَّ لــهُ فَــــــظُّ الجَــــلاميدِ

أَو حَفَّ بالأُفــــــقِ سالَـــتْ كُــلُّ غائِمَةٍ

مِن السَّحَـــــابِ وأضرَى اليَنْـعَ بالبِيـــدِ

أَو جازَ بالأنْفُسِ الكَــدْراءِ راوَدهــَــــــا

بِشْـرُ الـصَّفــــاءِ وتَرديــــدُ الأناشِــــيدِ

عُودي فَكُــــلُّ جَمـــالٍ كُنـْــتُ آنَـسُـــهُ

في ظِـــــلِّ أهْـــدَابِكِ الوَطْفاءِ مُرصودِ

قَـــــدْ وَسَّدَتْهُ جِــــراحَ القَلـبِ كُـــربَتُهُ

حتَّى تَجَهَّــمَ لي فـي غُــرْبَتي عيـــدي

تَنَكَّـرَ الكَـــوْنُ غَيـْــرَ الكَـــونِ وائْتَزَرَتْ

مِنْـــهُ الفِجَاجُ بِشَـامٍ فـي الأَسَى سُــودِ

هِيَ الحَيــــاةُ وِصَــــالٌ لا فِصــــامَ لَـهُ

أَو شِقـْـــوَةٌ راتِـــــعٌ فيهَـــــا كَمَـــوءودِ

عُودي إلى كَنَـــــفٍ رَخْـوِ الظِّلالِ فَمـَـا

يَسـتَنْـضِرُ الــــوَردَ إلا وارِفُ العُــــــودِ

(محمد رشاد محمود)

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق