الأربعاء، 2 سبتمبر 2020




***  توأم الإنكسار  ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** توأم الإنكسار  ***

بقلم الشاعر المتألق: مصطفى الحاج حسين 



*** توأمُ الانكسارِ ..***
 شعر : مصطفى الحاج حسين .
ركضتْ دمعتي في الشّوارعِ 
كانتِ الأرصفةُ عطشى 
والنوافذُ مغلقةً أجفانها 
الهواءُ وحدهُ يتمشّى بتثاقلٍ
ويحكُّ جفافهِ بأظافرهِ
السّماءُ تُدَلِّي قدميها فوقَ المارةِ
والجدرانُ ملَّتْ من أمكنتها
والشّرفاتُ تستلقي على الأوجاعِ
ألقي التّحيّةَ على حرسِ الوردِ
فيخمشُ النّدى وجهَ انتظاري 
أمشي في سراديبِ صمتي 
أفتّشُ عن مقعدٍ لناري 
لغتي تنظفُ أوردتي منَ السّمومِ
وقصيدتي عاريةُ السَّحابِ
تسترُ أحرفَها بالشَّفقِ
والأفقُ يتعكَّزُ على وحدتي
وبجرجِرُ أنفاسَهُ على الغبارِ
لتسقُطَ أمامَهُ جثّتي
فوقَ حممِ دمعتي
وتَتَعالى صرختي 
من بئرِ غربتي 
فأحدّقُ في صحراءِ نبضي
وأمُدُّ يدي المبتورةَ
إلى كثبانِ قامتي 
وأسألُ بحارَ أوجاعي
عن أقمارِ أشرعتي
كانتِ المسافاتُ تغوصُ في دمي
كانَ السّرابُ يموجُ في غصّتي 
وأنا توأمُ الانكسارِ
ألوذُ بالهزائمِ 
وأتسرَبُ من هشيمِ البرقِ
إلى عثراتِ خطايِ
وأنادي وطناً يسكنُ مهجتي
مِذْ تنفّستُ بريقَهُ
وهتفتْ أغصانُ مَجدِهِ
بإسمي ..
أنا السوريّ * .
     مصطفى الحاج حسين 
   اسطنبول
             
        توثيق : وفاء بدارنة   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق