الخميس، 31 يوليو 2025


رحلت... قبل أن تعانق الزهور

النادي الملكي للأدب والسلام 

رحلت... قبل أن تعانق الزهور

بقلم الشاعرة المتألقة: كاميليا أبو سليم 

رحلت... قبل أن تعانق الزهور

بقلمي: كاميليا أبو سليم


رحلت... قبل أن تعانق الزهور.


على صخور الكرامة

عزفت أمواج الحرية ألحانها،

فوق التراب...

تحت الركام...


نعيش وسنبقى،

نرسم أحلامنا على الرمال،

نرويها بدماء الشهداء،

فتنبت عزًّا وفخرًا

مكلّلًا بعبق الشموخ.


حاصرونا... لم نعجز،

قاتلونا... لم نهرب،

دمّروا بيوتنا...

نصبنا خيمتنا،

رفعنا رايتنا.


هجرونا، فكتبنا على الجدران حكايتنا،

للتاريخ فليشهد:

إن على هذه الأرض

ما يستحق البقاء،

ما يستحق الحياة.


مخاضنا ثورة،

طريقنا كفاح،

وعلى هذه الأرض باقون.


ريحانة فلسطين...

أنتِ يا غزة،

شامخة، أبيّة، ستبقين

حكاية خلود،

وحكاية أرض تغتسل

بدماء أبنائها.


عبق أقحوانٍ يتطاير

كشذى أبدي.

حكاية... فراشات صارعت

لتشقّ بوتقتها،

لتخرج للحياة،

إلى الأحلام...


قتَلوا أحلامها،

لم تفرح بعد،

رحلت قبل أن تعانق الزهور.


حكاية أمٍّ ثُكلى

على موعد مع كل شروق،

تشدّ الرحال

لترقد هناك،

تسقي بدموعها

حفنة تراب

ضمت بين حناياها

فلذتها...


فأنبتت على غير موعد

شقائقَ نعمان،

تتراقص حولها الفراشات،

تبعث في روحها السكون.


وتعود...

تعود أدراجها

تبحث عن بيت

سكنته،

خلدت فيه ذكريات،

دهسته يد الغدر،

مزقته،

حوّلته إلى ركام.


وقفت تحلّق في أطلالٍ تناثرت،

ومن بين الحطام...

نهضت ريحانة،

تعانقها بشموخ،

تلقنها معنى البقاء،

معنى الخلود.

بقلم : كاميليا أبو سليم 

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق