*** مُرُّ العيش. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** مُرُّ العيش. ***
بقلم الشاعر المتألق : فتحي الصيادي
*** مُرُّ العيش. ***
بقلم: فتحي الصيادي
كان ذاك اللقاء
زَلّةَ خُطى انزلقتُ فيها بغيرِ حساب،
والأرضُ نديّةٌ تحت قدمي
وأنا حافٍ…
وشغفي يمضي بي
كأنَّهُ الكافي والزاد.
كان وجهُهُ حياءَ أرانب،
فعلّقتُ قلبي عليه
ظننتُهُ وفاءً،
فأوقعني بفنٍّ
لم أعرفه من قبل،
وأنا بريءٌ،
حديثُ عهدٍ بالقلوب.
أبحرتُ كالسفينة
في لجّة البحار،
لا يخطر.في بالها أن تلقى ضبابًا
وأخطارًا
تُهلك الميناء.
كنتُ كشجرةٍ
تبذل فيئها لكلِّ مارّ،
لكن…
لا ظلَّ يُنعشها
في قيظ الهجير.
كان فتّانًا،
فرميتُ إليه كلّ شباكي مطمئنًّا،
أنا ذو أشجان،
وقلبٌ يحنّ
لأوّل لمسةِ حنان.
أغرتني تلك الفنون،
وسوادُ تلك العيون،
فكأنّي وقعتُ
في المصيدة ذاتها
التي ملأتُها
بأحلامي.
أخذتْ ما تبغي
ورحلتْ حرّةً…
لا قيدَ يمنعها،
وتركتني
أتجرّع مُرَّ العيش ندمًا
على وهمٍ تمسّكتُ به.
وحين انكشفت الوجوه
راح سعيي
جريحًا…
لا عزاء له.
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق