*** وشم الغياب. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** وشم الغياب. ***
بقلم الشاعر المتألق: لطفي الستي
*** وشم الغياب. ***
على الجدرانِ أكتبُ الكلماتَ
كي لا يذوبَ صوتي
في فمِ الريحِ.
أخطُّ ظلالًا من حبرٍ يابسٍ،
كأنني أعيدُ للغيابِ
وجهًا يطلّ بين الشقوقِ.
الغيابُ ليس فراغًا،
إنه مقيمٌ بيننا،
يجلس على المقاعدِ الفارغةِ،
يصافح بأيدٍ باردةٍ
حين نغلقُ الأبوابَ.
كلُّ كلمةٍ أرسمها
تصير وشمًا في جلدي الشاحبِ،
ندبًا لا تمحوه الليالي،
لن تغسلهُ دموعُ الصباحِ.
أكتبُ على الجدرانِ
كي لا أتآكل بفعل المسافاتِ،
كي لا يبتلعني الصمتُ،
كجرسٍ معطوبٍ
في كنيسٍ مهجورٍ.
الغيابُ يجيء في الليلِ، يجلسُ قبالتي ويشربُ من كؤوسي،
ثم يتركُ رائحتهُ على الوسادةِ.
أنا لا أرى وجههُ،
لكنني أعرفُ أنفاسه:
باردةٌ كحجرٍ في قاع النهرِ،
حادّةٌ… كخنجرٍ
يوقظُ الدمَ من سباتهِ.
بقلم: لطفي الستي – تونس
12/09/2025
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق