الأحد، 14 سبتمبر 2025


*** إشراقةُ الدُجىٰ. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** إشراقةُ الدُجىٰ. ***

بقلم الشاعر المتألق: كامل عبد الحسين الكعبي

*** إشراقةُ الدُجىٰ. ***

كضوءٍ شفيفٍ،

أبحث عن زاويةٍ مظلمةٍ

بعينينِ شاسعتينِ،

لكن النهارات موحشةٌ،

وليالي المحاق أكثر استئناسًا.


كُلُّ أنواري التي ادَّخرتها

لم تعد غير حفنةٍ داكنةٍ.


أحاول أن أتذكّر

كيف لهذه النار أن تحترق

قبل أن تشتعل؟

لا بد أن تكون جذورها من رماد،

ولا بد لها أن تصهرني مرارًا

حتى لا تبقى هواجسي مرهونة

بشفاهٍ مرةٍ.

أسيل مع دمعة الفجر،

ويكسرني هجوع الليل.

أتهادى مع نزيف الحجر،

وأصغي لأنينه،

بيد أنه يحتضن أضغاثي

وأسئلتي التي ليس لها إجابات.


كنت على وشك الإمساك بخيط الرجاء،

ذاك حلم بعيد المنال.

أحاول فك شفرات دخانه

كبوصلة الحرائق الملتهبة،

ولكن تبقى إشاراته مغلّفةً

مثل تبغ سجائري.


قد تكون مجازفةً بناء الصوامع

على حواف الريح،

دون تدارك ما يتطلبه الطيران

أو حتى الهروب،

خارج حسابات الزمن.


وهذا الوحش الكاسر

قد كشّر عن أنيابه خلسةً،

وراح يطلق كلبه العقور

ليناطح صخرًا،

ولا قاع لشاطئه يطفئ أكفّ الضرام.


ينبت النار في أرض

تعشّقت الجليد،

ولسان حاله يقول:

"لا بد للصياد من صحبة الكلب."

---

كامل عبد الحسين الكعبي

العراق _ بغداد

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق