الأحد، 20 يوليو 2025


***  في مساءٍ. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** في مساءٍ. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: زهراء شاكر 

***  في مساءٍ. ***

لم تكن فيه الريحُ عاتية،

ولا السماءُ غاضبة،

احترقَ المولُ…

واشتعلَ القلب.

خمسونَ روحًا

أزهَروا في المكانِ لحظةً،

ثم ذابوا في لهبٍ

لا يسألُ: مَن أنتم؟

ولا يمنحُ فرصةَ الوداع.


أطفالٌ

لم يُكملوا ضحكتهم،

نساءٌ

حملنَ الأملَ في أكياسِ التسوّق،

ورجالٌ

كانوا يعدّونَ لحياةٍ لم تأتِ.


في الكوت…

انطفأت خمسة طوابق،

وانطفأت خمسون روحًا

كانوا قبل قليلٍ

ينظرون في واجهاتِ المحال،

يضحكون،

يشترون الخبز،

أو يختارون لعبةً لطفلٍ ينتظر.


ثم اشتعلت النارُ،

لا من نافذةٍ دخلت،

ولا من بابٍ أُغلق،

لكنها كانت

أسرع من النجاة،

وأقسى من الصراخ.


مات بعضهم مخنوقًا،

والدخانُ

كفنٌ مباغت،

وسقط آخرون

تحتَ جلد النار،

كأن الأرض لم تعد

تعرف الرحمة.


في أعلى البناية،

الذين انتظروا النجدة،

لم تصلْ.

وفي الأسفل،

الذين حاولوا الفرار،

لم يجدوا الطريق.


الكوتُ تنزفُ،

رمادٌ في الهواءِ،

وأسماءٌ تُكتَبُ الآن

في قوائمِ الغياب،

لكنّ الوجعَ

لا يُحصى.


من سيطفئُ النارَ

في صدرِ أمٍّ؟

من يعيدُ بابًا

خرجَ منهُ حبيبٌ

ولم يعد؟

من يشرحُ للطفلِ

أن أباهُ صارَ دخانًا في السماء؟


خمسُ طوابق

تحوّلت إلى ركام،

وذاكرةٍ محترقة،

تجلسُ الآنَ على صدورنا

ثقيلةً كالسواد.


أعلنت الكوت الحداد.

ثلاثُ ليالٍ من الصمت،

ثلاثُ ليالٍ

تُطفَأُ فيها أنوارُ المدينة،

وتُشعلُ فيها

شموعُ الأرواح الراحلة.


يا رب،

هذا المساءُ ثقيل،

والقلبُ غارقٌ في الدموع،

ارحمْ من ماتوا،

واربطْ على قلبِ أمٍّ

لم تُسلِّم على ابنها،

وطفلٍ

ما زال ينتظر أن يعود

 والدهمن المول .

بقلم : زهراء شاكر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق