*** شقاوة ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** شقاوة ***
بقلم الكاتب المتألق: تيسير المغاصبه
قصة قصيرة
*** شقاوة ***
-خذي هذا كليه؟
على الفور مدت يدها فهو لايطعمها شيء أبدا
لأنه هو فقط الذي يأخذ مقابل سكوته،
وضعت ذلك الشيء في فمها..لم تستسيغ طعمه..
نظرت إليه نظرة ريبة..فابتسم هو بمكر طفولي.
* * * * * *
كان الأخ الأصغر المدلل هو رفيقها في جميع
مقابلاتها و..خلواتها بحبيبها ،فذلك الطفل الذي
لم يتعدى سنته الخامسة رفيقها دائما ويمكن أن
تشتري سكوته في كل مرة بقطعة حلوى؛ أما تلميحاته في
البيت فهو من يحدد ثمن التوقف عنها في أكثر الأحيان.
حتى لاتجلب الانتباه كانت دائما تلتقي بحبيبها في أماكن قل مايرتادها الناس كالمباني التي تكون في طور الإنشاء،أو في الأماكن المهجورة أو تحت الأشجار أو وراء الصخور أو تحت بيوت الأدراج.
آخر ماسمعه الطفل من حوار دار بينهما وهو أيضا كان آخر لقاء قبل أن يختفي الشاب من حياتها بلا عودة،وكان الطفل بفطرته قد أدرك خطورة ماحدث، كانت تقول له بأنفعال وتوتر:"تسلب مني العفاف وتتركني أيها الحقير المنحط؟!".
ويرد الشاب بلا مبالاة بها:
-أنت التي سلمت نفسك لي بإرادتك فلماذا تضعين اللوم علي وحدي. "
في طريق العودة قالت تحدث نفسها وهي لاتزال تشتم وتلعن:" ياابن الكلب..أيها اللعين.. ؟"
في تلك اللحظة مد الطفل يده إليها بشيء صغير يمسكه بأطراف أصابعه كان بحجم حبة القمح أو أكبر قليلا وقال مبتسما إبتسامة بريئة لكنها لاتخلو من الشقاوة
وقال لها:"
-كلي هذا؟
نسيت فعلته القديمة وسط قلقها وتوترها وتفكيرها بتلك الكارثة،
اخذت من يده ذلك الشيء ووضعته في
فمها ولم تستسيغ طعمه لكنها ابتلعته
بتقزز وسط توترها وخوفها.
وقالت للطفل متوددة لعله ينسى مارأى :
-تسلم يدك حبيبي ..لكن ماهذا الشيء
المالح أن طعمه غير مستساغ أبدا؟"
عند ذلك ضحك الطفل بشقاوة وهو
مستمر بنكش أنفه بواسطة أظافره .
بقلم : تيسير المغاصبه
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق