الجمعة، 2 أغسطس 2024


*** نورٌ من ظلام. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** نورٌ من ظلام. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: نورة طلحة 

*** نورٌ من ظلام. ***

في أحد المقاهي الهادئة، كانت تجلس صديقتان، أمل وهدى، تتسامران وتتبادلان أطراف الحديث. بدأت هدى تروي قصة زواجها الأول ومعاناتها. كانت متزوجة من رجل يعاني من مرض إدمان الكذب. كان يختلق القصص والأعذار بشكل مستمر، ولم يكن يتحمل المسؤولية أبدًا. وجدت نفسها دائمًا مضطرة لتحمل الأعباء وحدها طالبة الإعانة من أهلها، بينما كان يبتعد عن كل ما يتطلب الجدية والالتزام. لكن هذا لم يكن كل شيء. كانت هناك مشكلة أخرى، وهي تدخل أهله المستمر في حياتهما الخاصة. لم يكن يضع حدودًا لهم، وكان يسمح لهم بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى في خصوصياتهما . شعرت هدى بأنها تعيش حياتها تحت رقابة مستمرة، ولم تستطع أن تتخذ أي قرار دون أن يكون هناك نقد أو اعتراض.حاولت مرارا وتكرارا جهدها أن تجد حلولًا وتجاوز المشاكل، لكن في النهاية، أدركت أنها بحاجة إلى اتخاذ قرار حاسم من أجل صحتها النفسية ومستقبل أبنائها. قررت الانفصال، وكان ذلك أصعب قرار اتخذته في حياتها.

رغم كل شيء، لا تنكر هدى أنها تعلمت هدى دروسًا قيمة من تلك التجربة. أدركت أن الحب والاحترام يجب أن يكونا متبادلين، وأنه لا يمكن لأحد تحمل المسؤولية وحده في علاقة زوجية. والأهم من ذلك، فهمت أن التدخلات الخارجية يجب أن تُوَقَّف عند حدود معينة للحفاظ على خصوصية العلاقة وسلامتها. عندما روت هدى قصتها لأمل، شعرت الأخيرة بإعجاب واحترام لصديقتها التي أصبحت أقوى وأكثر حكمة. وأدركت هدى أن الحياة مليئة بالتحديات، لكن الأهم هو كيف نتعلم منها ونستفيد من تجاربنا. بعد أن تجاوزت هدى تلك المرحلة، بدأت حياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل. احتفظت بتلك الدروس لتكون نورًا يضيء طريقها في المستقبل. كانت تجربتها مصدر إلهام لكل من سمع قصتها، لتذكيرهم بأن الحياة تستمر، وأن الحب والاحترام هما أساس أي علاقة ناجحة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها.

بقلمي نورة طلحة 

المغرب.

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق