الخميس، 18 يوليو 2024


( عين العقل )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( عين العقل )

بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي 

( عين العقل )

كنا نسمع هذه المقولة كثيرا 

.ونتساءل هل للعقل عين يرى بها.؟

أو أن هذه هي عين البصيرة أو العين الداخلية التى تدرك مايتجاوز الرؤية البصرية ؟

في بعض الطوائف يؤمنون بوجود عين ثالثة تؤدي إلى عوالم داخلية وفضاءات وعي مختلف ويدعون ان هذه العين تقع بين الحاجبين في منتصف الجبهة وأعلى منهما قليلا وهي تعطينا مستوى من التأمل والمعرفة والعمق.

وعين العقل هي مايمكن قوله بأنه المدركات البصرية التى ترسل وتستقبل داخل الدماغ فتنشيء تخيلات ادراكية عميقة للأشياء

ليس كل البشر يمتلكون هذه القدرة الادراكية الداخلية وفي معتقد قديم ان الغدة الصنوبرية كانت عينا ثالثا في الجزء الخلفي من الرأس وكانت لها وظيفة جسدية وروحية.

ولا يعني استخدام عبارة عين العقل ان هناك مكانا واحدا مركزيا في العقل او الدماغ يحدث الوعي البصري فالمجال الكهرومغناطيسي في الدماغ هو بحد ذاته وعي يسبب الادراك

لعل بعض المعتقدات والديانات استغلت هذا المفهوم ودخلوا من خلاله إلى بوابات مجهولة مثل الروح محاولين اختراق عقول البعض لتسييرها والتسبب بأزمات عقلية ونفسية وهذه كارثة ….

لقد بدأ البحث في عصرنا الحالي في علوم تحمل مسميات جديدة من التواصل  والاستدعاء والجذب وتحقيق الامنيات واستحضار الجن والشياطين وللأسف أن هذه الظاهرة انتشرت على مواقع التواصل وبدأ الكثير يتكسبون  عن طريق العبث بعقول الجهلاء بحجة استحداث علوم واعتبارها نوع من التحضر والمعرفة .

 وادعى هؤلاء أنه بالعين الثالثة تبدأ بالنظر إلى الروح وليس الجسد وقراءة الأفكار والشعور بالحوادث قبل وقوعهاوالقدرات الخارقة كتحريك الاشياء والتحكم بها والتقرب للبعض مدعين التحرر من كل شيء والاندماج باللحظة ،إنها متاهة ودوامة لا تنتهي .…

يختلف الأمر حين البحث في النصوص القرآنية فيعتقد البض أن الناصية التي ذكرها الله هي العين الثالثة التى هي مركز القيادة والتحكم والتوجيه لدى الانسان وتشريحيا اكتشف العلماء ان للمخ فصوصا وكل منها له وظيفة خاصة وهذا الفص الأمامي هو المسؤول عن تكوين الشخصية والتفكير والتركيز والذاكرة والنطق والتوجيه والتمييز والادراك والحواس  والتخيل وهذا الجزء وهو الناصية ضعيف وصغير عند الحيوانات  والناصية هي التي تظهر من خلالها علاقاتنا مع الله ومع الآخرين فيرى المرء من خلالها بنور الله تعالى ومن هنا كانت الناصية أحيانا كاذبة..


وقد حدثت بعض الاحداث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين ان البعض يشعر ويبصر مالا يراه الآخرون كحادثة( ياسارية الجبل الجبل) والله يهدي نوره من يشاء.

لازال العلماء والمفكرون يبحثون  في هذه الأمور وعلاقتها بالتشريح وأجزاء الجسد البشري ويستنبطون ماهو أبعد وأعمق ..( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ). 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق