الأحد، 11 يونيو 2023


**بَينَ مَحمُولٍ ومَحمُول**

النادي الملكي للأدب والسلام 

** بَينَ مَحمُولٍ ومَحمُول**

بقلم الشاعر المتألق: حسام الدين طلعت 

** بَينَ مَحمُولٍ ومَحمُول**

بِـقَــلـم الأستاذ: حُــســام الـــدِّيــن طــلــعــت 

........................................

وأنَا فِي طَرِيقِي لاستلام أمانةٍ؛ حَتَّى نَقُومَ بإكرَامِهَا ودفنِهَا، شَدَّنِي مَشهَدُ زوجينِ، يَحمِلُ الأب طِفلَهُ الوَلِيد بَينَ ذِرَاعَيِّه، حَانِيًا عَليِّه. 

أعتَقِدُ أنَّه حَدِيثُ عَهدٍ بالحَيَاةِ، هُو مَحمُولٌ إلَيِّهَا، والآنَ أنَا فِي طَرِيقِي لإخرَاجِ مَحمُولٍ مِنهَا، ومَا بَينَ مَحمُولٍ ومَحمُول عُمرٌ قَصِيرٌ أو طَوِيل، ورِدَاءُ كِلَيهِمَا سُترَةٌ بَيضَاء، وَاحِدَةٌ عِندَ المِيلَاد، والأُخر‌ىٰ عِندَ المَوتِ.

ها هِيَ الحَيَاةُ تَعرُكُنَا، وتَنشُبُ أظفَارَهَا فِينَا، وتُفنِينَا، وتَنثُرُ مَا تَبَقىٰ مِنَّا فِي لَحدٍ يُوَارِينَا. 

ونَحنُ مُسَيَّرُونَ لا اختِيَار مُتَاح غَير مَا قُدِرَ لنَا، وآسِفًا أقُولُهَا: ليتَكِ مَا وَهبتِينَا حَياةً لَم نَطلُبْهَا، فنَحنُ فَانُون، فَارُّونَ مِن زَيفِكِ. 

وكَيفَ تَمنَحِينَا مَا لا تَملُكِينَهُ، فَأنتِ أيضًا فَانِيَةٌ. 

لَولَا الخَوفُ مِن رَبِّي، لقُلتُهَا بأعلَىٰ صَوتِي: أمقُتُكَ أيُّهَا المَوتُ، أقصِدُ.. أيَّتُهَا الحَيَاةُ، فَأنتِ قِنَاعٌ مُزَيف، زَيَّفتِ وُجُودَنَا بأنْ جَمَّلتِ مِيلَادَنَا لتَزُفِّينَا إلىٰ نِهَايَتِنَا المُقَدَّرَةِ قَبلَ الوُجُود. 

ومَا بَينَ مَحمُولٍ ومَحمُول عُمرٌ قَصِيرٌ أو طَوِيل، ورِدَاءُ كِلَيهِمَا سُترَةٌ بَيضَاء، وَاحِدَةٌ عِندَ المِيلَاد، والأُخر‌ىٰ عِندَ المَوتِ.

بقلم : حسام الدين طلعت 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق