الثلاثاء، 23 مايو 2023


***  الوداع الأخير.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الوداع الأخير. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: ليلى السليطي 

***  الوداع الأخير.  ***

أنت يا ذا الوجه الموشوم المخضب 

بتجاعيد الرياح 

و لفحات الوهج الساطع من سماءك القريبة جدا...

يا من  تلوح بيدك كل صباح

 إلى العصافير المهاجرة  لتسألها كيف تهديك الطريق !

يا من ترتب للعودة كل يوم

و لا تعرف كيف تجمع حقيبة أفكارك في يوم واحد ؛

قد صار الدرب بعيدا جدا......

لكنك  يا ولدي هنا... معي  في كل مكان ..!

أشم ريحك فأبصرك حيثما أولي وجهي قبلة البيت العتيق  

أراك في كل سجدة  أعفر بها أنفي بمسك الثرى

فيشق صدري عطرك العالق  بثوبك الأبيض 

المطرز بالعقيق...

وحبات الصبر المخلل في كوب الفداء...!

أنتظرتك على طاولة الغداء حتى مغرب الشمس 

و أشعلت موقد الحطب كي توقظ عينك شرارة فلت

 لتعانق صفارة الإنذار ..

 ككل يوم تنبئ بالوعيد !

 ربما.... ما زلت تسمعها

ولكنك لم تعد.... بل ربما لن تعود ...!

وكيف لك أن ترجع  قبل أن تفتح الجنة أبوابها ؟

بل يقيني.. أنك حتما سوف تعود...!

سترجع  لاحضان التي ودعتك بزغاريدها 

وزفتك غيمة للسماء وحرفا للقصيد....

ستعود حتى  آتيك بالبشرى 

و أصلي ركعة النصر في القدس المفدى...

حين  يهدم حائط المبكى ويهزم الطاغوت..!

سلمت يا ولدي...!

قد قدمت ما بيديك إجلالا لهذا البيت 

ونلت الشهادة الكبرى للحياة الاخرى 

و قدمت لي  شرف الوداع الأول

ولأخوة مثلك قادمون على عجل من صلب عظيم مطهر

من نسل يعقوب وراحيل..

وابراهيم واسماعيل...

من أرض القصيب والبطم والحور

من حلة الصفصاف والطلح والأراك...

فتلك هي سيدة الخصب..!

 لم يزل نبضها باسقا فوق غصن زيتون

يأتي بكم من جديد...

تلك هي سيدة الغضب....!

لم يزل حجر من صلبها يلقى في وجه غاصب صهيون ...

تلك إذن سيدة المحار...

لم تزل قلائد من جوفها  تهدى لعيون فلسطين...!

تلك التي تحنو وتحضن الشهداء الأبرياء ...

وتعيد بركات السماء بتسبيحة الفجر 

وهو يهلل بالمآذن من حولكم .....

حي على الصلاة...!!

تلك المنشودة  يا ولدي..فانهض...! 

إقتربت ساعة الصفر ..

غدا يبدأ المعراج في العد

فانتظرني ...هناك 

عند الوداع الأخير....!!!

بقلم : ليلى_السليطي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق