الجمعة، 10 فبراير 2023


***  يتيمة كتبي.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** يتيمة كتبي. ***

بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال 

***  يتيمة كتبي.  ***

يقتاتُ  حبري على  كسرةٍ  من وجعِ القوافي ،

ومن أحرف عليلةٍ  كانت  تحتضر ُ بين الكتب  ،

تدور ُ بين الأزقّة ِ والأحياء ، وهي تجمع الألفاظ  من  أسطرٍ   تقاسي ،مسامع  القراءِ ، أو لحظاتِ  التّجافي. 

وقد أُكلت تلك النصوص إهتراء ً  ، على الرفوف وفي الخزائن ، أو مُلئت ْ من غبرةِ الأيام ، وتقادُم الزمانِ عليها ، حتى أصبحت هياكلَ كتب .

والتي تكلّف النجار ُ عناء   صُنعِها ، والمشتري شقاء َ جمع ِ ثمنها ! 

ولم تعد تلك الكتبُ  مدرسة ً متنقّلةً  بين الأيادي ،وصفحات تتقلب ُ  في حنانِ الأناملْ ، وكلامٌ يطابُ من حلاوةِ اللسان .

ماذا حصل ؟

حتى نُسيتْ  أمجادنا ، طويتْ معها صفحات ُ الخلودِ، وحلَّ مكانها هاتفُ ، يحملُ في داخلهِ المجازر ، وينحتُ داخل َ الشباب ِ  آلاف َ صفحات الوهم ، ومرادفات ُ العيش، في المجتمعاتِ المنحطّةِ ،بدل َ التجوُّلِ في بواطن ِ العلوم ِ ، وكمائلِ  الخلقِ .

ولم تعد رِقاعُ  الصحائف ِ  تلهمُ  الباحث والكاتبَ ،والمؤرخَ حتى يتسمّرُ تحت ظلال المعاجز ،ورفاهية الكمائل  وفروعْ الفضائلْ  ، بل وتنقّل بين نفايات الواتس آب ،وتويتر ، وغيره .

وتناسى شيئاً فشيئاً أن في خزانته ِ كتاب ٌ  يحملُ العجب ، وفي خزانتهِ صديق ٌ في وقت المِحن ، وفي خزانتهِ  حروفٌ تعانقت من برودةِ الألسنة .

ومضى الدهر ُ مثلُ الغيمِ لم يحمل سوى بعضَ  حَباتِ المطر ،بلا بركة ، ولفَّ  الشّيبُ  جباهَ القابِعينَ  هنا. 

وهي التي من  صلبها  من أصلها  لغة الجمال والفيض  كم  أطعمتُ جوعى  من كسورِ  القوافي .

نص أدبي  : 

بقلم : مهدي خليل البزال .

ديوان الملائكة. 

4/2/2023

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق