*** يتيمة كتبي. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** يتيمة كتبي. ***
بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال
*** يتيمة كتبي. ***
يقتاتُ حبري على كسرةٍ من وجعِ القوافي ،
ومن أحرف عليلةٍ كانت تحتضر ُ بين الكتب ،
تدور ُ بين الأزقّة ِ والأحياء ، وهي تجمع الألفاظ من أسطرٍ تقاسي ،مسامع القراءِ ، أو لحظاتِ التّجافي.
وقد أُكلت تلك النصوص إهتراء ً ، على الرفوف وفي الخزائن ، أو مُلئت ْ من غبرةِ الأيام ، وتقادُم الزمانِ عليها ، حتى أصبحت هياكلَ كتب .
والتي تكلّف النجار ُ عناء صُنعِها ، والمشتري شقاء َ جمع ِ ثمنها !
ولم تعد تلك الكتبُ مدرسة ً متنقّلةً بين الأيادي ،وصفحات تتقلب ُ في حنانِ الأناملْ ، وكلامٌ يطابُ من حلاوةِ اللسان .
ماذا حصل ؟
حتى نُسيتْ أمجادنا ، طويتْ معها صفحات ُ الخلودِ، وحلَّ مكانها هاتفُ ، يحملُ في داخلهِ المجازر ، وينحتُ داخل َ الشباب ِ آلاف َ صفحات الوهم ، ومرادفات ُ العيش، في المجتمعاتِ المنحطّةِ ،بدل َ التجوُّلِ في بواطن ِ العلوم ِ ، وكمائلِ الخلقِ .
ولم تعد رِقاعُ الصحائف ِ تلهمُ الباحث والكاتبَ ،والمؤرخَ حتى يتسمّرُ تحت ظلال المعاجز ،ورفاهية الكمائل وفروعْ الفضائلْ ، بل وتنقّل بين نفايات الواتس آب ،وتويتر ، وغيره .
وتناسى شيئاً فشيئاً أن في خزانته ِ كتاب ٌ يحملُ العجب ، وفي خزانتهِ صديق ٌ في وقت المِحن ، وفي خزانتهِ حروفٌ تعانقت من برودةِ الألسنة .
ومضى الدهر ُ مثلُ الغيمِ لم يحمل سوى بعضَ حَباتِ المطر ،بلا بركة ، ولفَّ الشّيبُ جباهَ القابِعينَ هنا.
وهي التي من صلبها من أصلها لغة الجمال والفيض كم أطعمتُ جوعى من كسورِ القوافي .
نص أدبي :
بقلم : مهدي خليل البزال .
ديوان الملائكة.
4/2/2023
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق