الثلاثاء، 29 أبريل 2025


" مرثية الحبر  الأخير "

النادي الملكي للأدب والسلام 

" مرثية الحبر الأخير "

بقلم الناقد المبدع : سعيد محتال 

" مرثية الحبر  الأخير "

الحبر المحترق:

تشريح الانهيار الوجودي للغة

" مرثية الحبر  الأخير " نص يتجاوز كونه قصيدة ليصبح وثيقة وجودية، نجد أنفسنا أمام سيرورة الكتابة كفعل مقاومة ضد العدم. الإنسان لا يكتب من أجل الكتابة، بل يكتب ليبقى - كما لو أن الكلمات هي آخر خط دفاع عن إنسانيته المهددة بالزوال. 

هذا النص يشبه إلى حد كبير في تجلياته  "أوراق العشب" لوالت ويتمان، كتبها الشاعر في زمن ما بعد الحداثة، حيث تتحول النشوة الوجودية إلى كابوس لغوي.

فالقصيدة التي بين أيدينا نتيجة انفعال طبيعي تجاه الواقع المعاش، قصيدة نثرية تحمل في طياتها جرحاً وجودياً عميقاً، حيث يتحول فعل الكتابة من محاولة لتجميل العالم إلى فعل مقاومة يائسة ضدّ العدمية والوحدة.  نحاول أن نخلق جمالاً مؤقتاً في فجوات القصيد، حتى لو كان هذا الجمال هشاً كاستعارة عاجزة عن حمايته من "بلادة الواقع".

فالشاعر ضمنيا يعترف بأنه كان يكتب كـ "محاولة يائسة" زمن تأزمة فعل الكتابة، الاستعارات التي كان يتكئ عليها (المجاز الهش، الجملة الناقصة) تشي بهشاشة اللغة أمام قسوة الواقع. كالمرآة العاجزة عن عكس أي شيء، أو شياك يجرح بدلاً من أن يحمي.  

 ("اكتب وحدك") يُظهر انفصالاً وجودياً، فحتى الحب لا يستطيع أن يخلق معنى مشتركاً.  

فصار اي شاعر مدان في هذا الزمان.. والحضور نفسه جريمة، والشغف مادة سوداء في قانون بلا عنوان.   

   وإحراق الحبر هو انتحار رمزي، لكنه ليس نهاية مأساوية، بل"رماد دافئ" يشبه قلباً توقف عن الحلم.  

  واللغة لا تموت، بل تتحول إلى "ندبة"، أي أن الألم يبقى حتى بعد توقف الكتابة.  

ف"عينها مرآة لا تعكس"صورة للعلاقة العاجزة عن خلق أي اتصال حقيقي، أو اختراق الجمود العاطفي"روحها صخرة لا يشقها نبع ولا شعر".  

لكن الكلمات تبقى حتى بعد تدميرها "الورق احترق… لكن اللغة وقفت على الرماد"..


نص جد مؤثر، لأنه لا يقدم يأساً عادياً، بل يأساً واعياً،  مواصلة فعل الكتابة حتى اللحظة التي يقرر فيها إحراق الحبر. النص يُذكّرنا بـ "إميل سيوران" في رثائه للغة..

 قصيدة تتحدث عن اللغة التي تظل عصية حتى على الإحراق. الشاعر لا يبكي، لأن البكاء اعتراف بالهزيمة، لكنه يفضل البقاء في حالة "إنكار كوني"… وكأنه يقول: "لو كان العالم لا يستحق الكتابة، فهو لا يستحق الدموع أيضاً. " 

ف"الكتابة لا تمحى، هي تنتقل فقط من الورق إلى الندبة."  

وجوهر النص كله: الألم يتحول، لكنه لا يختفي.

هو بيان وجودي عن أزمة اللغة في عصرنا الحالي. إنه يسائل: كيف نستمر في الكتابة عندما تفقد الكلمات معناها؟ كيف نحب عندما يصبح الحب مستحيلاً؟ 

حتى إن اللغة هنا لا تنتهي بالرماد، بل تتحول إلى رماد، وهناك فرق جوهري بين التحول والانتهاء. وكأن الشاعر يذكرنا بطائر العناق، هذا ما يجعل النص ليس نهاية، بل بداية لسؤال جديد: ماذا يبقى منا عندما تحترق كل كلماتنا؟ الإجابة ربما تكمن في ذلك "الرماد الدافئ" الذي يشبه قلباً توقف عن الحلم، ليس لأنه لم يعد يحلم، بل لأنه أصبح الحلم نفسه.

سعيد محتال 

المغرب

*******

"مرثيّة الحبر الأخير"

كنتُ أكتب،

لا لأن العالم جميل،

بل لأنني أردتُ أن أجعله كذلك، ولو بين سطرين.

كنتُ أمشي على ضوء جملة ناقصة،

أتوكأ على استعارة

وأحتمي من بلادة الواقع بمجاز هش.

امرأة تسكن البيت،

لكنها لا تسكنني.

عينها مرآةٌ لا تعكس،

صوتها سياج من شوك،

وروحها…

صخرة لا يشقّها نبع ولا شِعر.

قلت لها:

تعالي نكتب معا فصلا لا يكون فيه أحدنا ظل الآخر.

قالت:

اكتب وحدك، لكن لا تطالبني أن أراك.

كلما أمسكتُ بالقلم،

كانت تنهض بداخلي محكمة

تحاكمني بتهمة الغياب.

تهمة الفرح…

تهمة أنني ما زلت أحلم.

كان حضوري جريمة،

وشغفي مادة سوداءَ في قانون بلا عنوان.

ذات مساء،

أحرقتُ الحبر.

لا ندم،

لا عزاء.

مجرد رماد دافئ،

كأنه قلب توقف عن الحلم.

لم أبكِ.

البكاء اعتراف،

وأنا كنت في حالة إنكار كونية.

الورق احترق…

لكن اللغة وقفت على الرماد،

كما يقف طائر ميت في انتظار قيامة.

أعرف الآن:

الكتابة لا تمحى،

هي تنتقل فقط

من الورق إلى الندبة.

الشاعر محمد احمد الطالبي

المغرب

توثيق: وفاء بدارنة 



*** أبحر صوب العمق. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أبحر صوب العمق. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: أمل عطية 

*** أبحر صوب العمق. ***

 أفتش في حنايا الروح عن ذاتي ..

عن طفلة أفتقدتها في رحلتي للنهاية 

أنا من أنا ؟  بين شك ويقين 

 وقلب ذائب  شوق وحنين 

أُبحر في رحلة بلا بداية ولا نهاية...

أهكذا العمر أيامه تمر ..

بين غمضة عين وانتفاضتها 

لا شيء يستحق الحزن 

الطفلة أين هي...تنزوى

في الأعماق بين الضلوع 

إنما هى نائمة في غفلة 

ولى زمانها ..وضاع عنوانها 

يا طفلتي 

ستشرق من جديد شمسك 

ويعاود في الروح همسك 

ونعوووود للقيا 

والزمن الجميل الذي ولى 

نعم سنعود..

بقلم : أمل عطية

توثيق: وفاء بدارنة 




*** قصة عاشق شرقي***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** قصة عاشق شرقي***

بقلم الشاعر المتألق: احمد بالو 

*** قصة عاشق شرقي***

هاتي عيونك البحرية

لأحيك على الرمال لوحتها

شباك ذاكرتي أضاء 

ترمي ظلها بغمزة عين 

أقطف مساحة ربيع همسك

أطرق بابك في لحظتين

تنير عيناك نظارة وحشتي

أبحث بين الظلال والفضاء

يا سحر القلب يا موج البحر

بين دهاليز العينين أزرع عريشة

تستحم قصيدتي العنقاء

تطاردني أزقة الحنين

بينما قنديل الخليل يسامر القمر

مدي يديك ودغدغي أوراقي 

لتحمل أنثى الخيال نشيدا

أنا وهواك حمامتان لدربك

هو القلب يرقص لرموشك

في خواطري ضحك وأنين

أرسم من أهداب البلاغة لوحة

تعبر الحسن والسحر والإبداع 

لتدركي أثير إذاعة القلب

اسمعيني بلهفة المستعيث

لهفة العاشق للقاء

هل نلتقي يا لحاظ غرامي

أعطني عيونك لأشد بها خيالي

أمسح عتمة الليالي الحبيسة

دثريني بين جفونك

ترتعد أوصالي تهزني 

هاتي عيونك أحولهاقنديلا

أخمد لهيب الصيف شوقا

تعالي إلي بردا وسلاما

لأرصف من بريق عينيك حروفي

طال شوقي آما نلتقي

لتضمدي جراحي المعبدة بالآنين

يحاصرني حبك يقتلني

هي دقات قلبك تناديني

تنشدني عودت عيني......

للصبر حدود وهذه ليلتي 

هاتي يديك ولنمضي معا

نهتف للفجر الجميل

أكتب قصة عاشق شرقي

بقلم : احمد بالو 

حلب/  سورية

توثيق: وفاء بدارنة 




*** فوق جسر الحنين. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** فوق جسر الحنين. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: كلثوم حويج 

// فوق جسر الحنين //

________________

بين ضفَّتي نهرٍ 

من الوجع والشوق أسير 

موت بطيء

يدنيني إلى نهاية 

عشقت فيه الروح 

والقمر فيه صوت 

البلبل غرّد حزين ٠٠

ومن الأشواق عناقيد 

تدلَّت كما الشهب 

كالمطر الكثيف 

افترشت العشب والتحفت

الفضاء وليل الفجر غطاؤه 

خفيف ٠٠

روح محفوفة بالأسى 

تؤلمني وعودك عند

لقياك أغدو ٠٠

كالطير الذبيح ٠٠

سألتك ألَّا تطيل الغياب

كيف يزهر الصباح !٠٠

وكيف تستقبل المساء ! ٠٠

وكيف تورق الليالي 

بقلب أزرق كذوب ! ٠٠

وكيف تورق لياليَّ 

والغصون تدلَّت ٠٠٠٠

تطفو على بحر من شجون

ألا تفكر بكفَّارة للذنوب 

تغسل فيك المعاصي 

وتعلن التَّوبة 

إلى أحضان الوطن تعود

إلى الأنهار والمروج

شرقية أنا ٠٠

فجرحي ما يلبث أن يلتئم 

فالشَّمس تطهِّر الأنين 

و كل جرح عقيم ٠٠

تهبُّ رياح الشوق 

على وسادتي ٠٠ أنصت لحلمٍ

كبزوغ فجر في كياني 

في شغف العناق أبحر

كنسرٍ طائرٍ يفرد جناحيه

ملء السماء 

فوق بحار الدنيا تعوم 

مآلك الرجوع ٠٠

بقلمي 🖋كلثوم حويج

 /سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



*** في تنور الحلم. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** في تنور الحلم. ***

بقلم الشاعر المتألق: عادل هاتف عبيد السعدي 

*** في تنور الحلم. ***

...........

هَارِبَةٌ أَفْكَارِي حَائِرَةٌ بِي

خَائِفَةٌ تَبْكِي وَتَمْلَأُ قَهْرًا دَارِي


تَنْتَظِرُ الْوَعْدَ، صَمْتُكِ جَمْرٌ

فَاغْفِرِي خَطَايَا الْعُمْرِ وَزَلَّاتِي


يَا أَجْمَلَ طَيْفٍ فِي أَسْفَارِي

أَشْبَعْتُكِ وَهْمًا مِنْ أَسْرَارِي


كَيْ أَمْلِكُ لَحْظَةَ حُبٍّ سَارِي

تُشْعِلُ فِيهَا نَبْضَاتِ أَوْتَارِي


كَذَّابُ قَلْبِي، وَأَنْتِ دَلِيلِي

وَدَقَّاتُ قَلْبِي دَوْمًا تَنْدَاكِ


صَارَتْ دُمُوعِي تَبْكِي عَلَى رَمْشِي

فَاخْتَارِي قَهْرِي أَوْ أَنْقِذِينِي


يَرْجُوكِ دَمْعِي أَنْ تَكُونِي خِيَارِي


صَفْرَاءُ أَوْرَاقِي فِي صَحْرَاءِ هَوَاكِ

تَذَرِينِي ضَعْفًا يَنْهَشُ ذَاتِي


مِنْ صَبْرِ أَيَّامِي تُنَادِينِي

أَشْلَاءُ عُمْرِي وَحُزْنُ حِكَايَاتِي


يَا أَمْهَرَ لَاعِبَةٍ فِي قَلْبِي

كَمْ كُنْتِ مَلَاكًا لِرُوحِي وَمِرْآتِي


مَا أَجْمَلَ أَنْ أَلْهُوَ فِي لُعْبَةِ الْعِشْقِ

تَلْعَبُ فِيهَا دَوْمًا كَفَّاكِ

...    .......   .....    

بقلم عادل هاتف عبيد السعدي

توثيق: وفاء بدارنة 




امْرَأة حًبُّها يُنَوِّر الوَحْه

النادي الملكي للأدب والسلام 

امْرَأة حًبُّها يُنَوِّر الوَحْه

بقلم الشاعر المتألق: محمد الزهراوي أبو نوفل 

امْرَأة حًبُّها يُنَوِّر الوَحْه

هِي..  وليمَةُ أشْعاري

وتسلّلتْ إلَيّ

بين غيوم الانهار.

خَطْوُها مُتّزِنٌ

وَلا أدْري

عَلى أيِّ أرْضٍ

تَقَرُّ أوْ تَرْسو

بِأيِّ الْمَرافِئِ.

بَيْضاءُ مِنْ

غَيْرِ سوءٍ..

تَحْتَلُّ الْجِسْمَ

والرّوحَ مِثْلَما

أنا موقِنٌ اَلرّيحُ

تَعْزِفُ ألْحانَها

وبَيْضاءُ تَماماً.

امْرأة الْكَوْنِ

الْغائِبَةُ الْحاضِرَةُ

هذِهِ بالِغَةُ

السِّحْر كضِلِّ

أشْجار الّليل.

امْرأَةٌ بورٌ أسْمَعُ

لهل صُراخَ نشْوَةٍ

امْرأةٌ كأنّها ماءٌ

ولَها مذاقُ

جَميعِ الْخُمورِ.

حبُّها يُنَوِّرُ الوجْه

هِيَ الّتي رَأَيْتُ

في المدينَةِ ذاتَ

عيدٍ وظَنَنْتُ

أنَها لِيَ وحْدي

قَبْلَ أنْ تَخْتَفِيَ!

وأنا مَعَ هذهِ

الفاتِكَةِ التّائِهَةِ

أشْتَهي الْمَوْتَ

وأُحِبُّ مَعَها

جَميعَ الْكَبائِرِ.

فَهلْ ثَمّ سِواها؟

رائِعٌ مَعَها النّهْبُ.

هِيَ فِي ذُرْوَةِ

السُّكْرِ وأثْناءَ

الصّلاةِ رُبّما

تُحَرِّضُني على

الْفُجورِ البيض.

هِيَ الشَّقاءُ

فِي الحُقولِ

وفِي الْمُدُنِ

كُلُّ هُمومِها

الذّهبُ..

وأحْلامُ الليل

وأنا أتَعَذّبُ.

وكَوْنُها كغانِيّةٍ

وإرْهابِيّةٍ تُحَرِّضُ

جوعِيَ بِحِشْمَةٍ

وَحُبٍّ إِلهِيٍّ إلَى

أجْسادِ النِّساءِ.

كُلُّ جمالِها..

بِدايَةُ الشِّعرِ.

كُلُّ عُشاقِها

يُجذِّفون صوْبَ

نهارٍ آخَرَ وهِي

تنْشُرث الأشْرِعة.

وما زمانُها إلاّ

غُرْبَةٌ وبُراح..

أنا غائِبٌ عَني

في حواريها

وفي الجَهْلِ

مِنْها منْسِيّاً.

في النّهارِ

أحْلُمُ أنِّيَ

أمتَطي عُرْيَها

كما نجْمَةٍ..

وأنّها شِفاءٌ لي

وَإلَى مَكانٍ

آخَرَ مِنْها أنْظُرُ.

وفي الّليْلِ ..

كأنّما الحُبَّ الذي

بيْننا خطفتْهُ

رِياحٌ ذاهِبة.

وبَقيتُ..

وحْدي مِثْلَ

غَريبٍ أو مجنونٍ

يحْرثُ البحْر

بقلم محمد الزهراوي أبو نوفل 

أ . ن

توثيق: وفاء بدارنة 



***  صفيح ساخن. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** صفيح ساخن. ***

بقلم الشاعر المتألق: حميد عطاالله الجزائري 

***  صفيح ساخن. ***

أنا متعبٌ والقلبُ ينهكُهُ الجري

سجّلتُ هذا في ثنايا دفتري


ودعوتُ نفسي أن تنوءَ بنفسِها

وإذا أردتِ الخيرَ في الخيرِ اسبري


نحو المدينةِ أمّمي وجهًا لكِ

وكذاكَ أمّي وجهَكِ نحو الغري


لم يصطلح أمرُ الحياةِ وإنّها

تدعو ابنَ آدمَ أن يظلّ على العُري


وبها الفقيرُ على صفيحٍ ساخنٍ

أمّا الرياشُ فما تحيدُ عن الثري


لهثَ ابنُ آدمَ راكضًا في حلمِها

وهو الذي يهفو للونِ أصفرِ


والموتُ يذرعُ يومَه وزمانَه

نادى المنيةَ كلّ يومٍ احفري


لم ينفتح بابُ السعادةِ للفتى

فالبابُ لم يفتح لدى المتأخّرِ


لا قوةٌ زالت محاسنَ امرئ

والدودُ يستقوي على اللحمِ الطري


وإلى متى تجدُ الضياعَ وسيلةً

وإذا مررتَ على الفضائلِ تزدري


وإلى متى تبقى تبيعُ ضمائرًا

ومن المفاسدِ والرذائلِ تشتري


وعلى جبينِ الظالمينَ وساوسٌ

سوداءُ في وجهِ الفتى المتجبّرِ


اخشع هنا وذرِ الفؤادَ بحبّهِ

للهِ درٌ من جوًى متفطّرِ


لم تضطرب تلكَ الأمورُ بهمّةٍ

لتزولَ آثامٌ بشدِّ المئزرِ


نحو التكاملِ ارتقِ في نوبةٍ

فالمجدُ لم يؤخذ من المتعثّرِ


هلّا تكونُ كزنبقٍ في مائه

يذرُ الأريجَ على الندى المتعطّرِ


كالزيزفونِ بلونه وبهائه

كالياسمينةِ جُمّلت بالعنبر


يانفسُ ما أحلى المٱثرَ ولتكن

قَدحًا هنيًّا من أطايبهِ اسكري


قومي استعدّي للرياحِ وهيّئي

فلكًا ومن كلِّ السفائنِ انجري


بقلم حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 




الاثنين، 28 أبريل 2025


( الأوطان لا تشيب)

النادي الملكي للأدب والسلام 

( الأوطان لا تشيب)

بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى 

( الأوطان لا تشيب)

------------------------

      إنّا ابتُلينا - عن خنوع أو عمَد

      بالآكلينَ على  الموائد  من أمَد

بالهادرين   لكل  حق   ثابتٍ

       رغمَ التّواتر في الأدلّة  والسنَد   

   بالخاضعين لمن أساءوا وجهنا

    زعما بأنّ النصَّ  يغني عن سند

   والقوم كانوا يوم  كنا  بالعلا 

    لا الصّلب ابناءٌ ولا الوطن البلد

   إنا حملناهم  على خيل  لنا   

  ونحن كنّا -  بالخيول  وبالولد

فينا الخيانة مذ غرسنا قمحها

    في ليل أوطان وفي  موروث جد 

          إنا افتقدنا حلمنا في  وحدةٍ   

     والحلم  بعد  فواته   لا يُسترد

      عند العروبة - كل نبض واهنٌ

        رغم التّشبُّث  بالرداء  وبالجسد

        لم نبدِ  فيها ما يشير إلى غدٍ

       رغم  التَّميّز   بالثراء   وبالعدد

     رغم التّجاور  بالديار  وبالرّبا

      رغم  التّباهي  بالخيار   وبالمدد

      رغم اعتراف  بالتراث مُجَمِّعا

    وبأنّ حقا  لا يضيع  إذا  اتّحد

إنّا افتقدنا  السّبتَ في آمالنا

 والفقد  للسبت اغتيال للأحد

إنا  ابتلينا  بالهوان   وبالخنا

    لمّا أهنّا -والإهانة  لم  تُرد

ببلادة  الأذهان في أمر جلا

    بعمى العيون على قرون من رمد

لا تَتّهم  في  الهون داءَ عروبةٍ

    أو شيب رأسٍ في طويلات الأمد     

      كم طاعن في السِن فاق صَبيّه

   ما عاقه في السير حجم  أو عدد

لا عمر في الأوطان يُضعفُ ظهرها

       مادام للفقرات  قصّابٌ رشَد   

فالعمر في الأوطان يعلي مجدها

    والظهر في الأوطان يقوى بالعدد  

لكنه الوهن  الذي   قد  صابنا

    من شدّةالحرص الرّخيص على الزّبَد

أسْدٌ  إذا  نشدوا  لدينا  ثعلبا

     فئران أكواخ إذا نشدوا الأسد

    لسنا نواكب عصرنا في ركضه

   لسنا على فكر  يجدّد  ما جمد

لسنا على قلب ينشّط من دمٍ

  أو في الضلوع لمن تحدّى أوصمد

عبثا- نحاول درء خلف بيننا

    نعلو على جرح  التقيّح  والفصد

فنرى الجراح وقد تسابَق بعضُها

    لتمكّن  الأمراض من كل  الجسد

سقطت مهابتنا  فعشنا خلفنا

    في قمرة المجد  الذي  منهم خلد

كم ذا تفجّع أن أضعنا  إرثه

   وهو الولود وليس يُخذل من ولد

كم خطّ للأحفاد  جسرا بعده

   ورأى لهم  مجدا يعزّز  ما  تلَد

لكنه  عبَر القرون  فلم  يجد 

من وارث سلك الطريق أو اعتمد

من غرسهم حصد الوصيّ نصابه   وعلى رفاق السّوء بعثر ما حصد

هلّا استبقنا الشمس قبل غروبها

           ما بعده  -  إلا غروب     للأبد

-----------------------------------------------

بقلم : ( عبد الحليم الشنودي)

توثيق: وفاء بدارنة 



الإصدار الشهري لمجلة كنوز 

النادي الملكي للأدب والسلام 

الإصدار الشهري  العدد ٣٩ لشهر شباط لعام ٢٠٢٥

اعداد الشاعرة المتألقة: وفاء بدارنة 

أسعد الله مساءكم أحبتي أعضاء نادينا الأفاضل

يسعدني أن أضع بين أيديكم الإصدار الجديد لمجلة كنوز الصادرة عن النادي الملكي للأدب و السلام بعدده 39 لشهر شباط لعام 2025 والذي يضم باقة جميلة من نتاجكم الذي تزينت به أروقة نادينا. باقة تفوح بالعبير والجمال آملين أن تنال إعجابكم

يسعدني في هذه المناسبة أن اتوجه بالشكر لكل من ساهم في نجاح هذا العدد.

باقات مودة أقدمها لكم أنا محدثتكم. معدة ومصممة العدد نائب رئيس النادي الملكي د. وفاء بدارنة

كل أزهار المحبة والتقدير أحملها لكم من السيد رئيس النادي الملكي د. م. ياسر موسى.

Good evening, my dear members of our club

I am pleased to present to you the new issue of Kunuz Magazine issued by the Royal Club for Literature and Peace, issue 39 for the month of February 2025, which includes a beautiful bouquet of your productions that have adorned the halls of our club. A bouquet exuding fragrance and beauty, hoping that you will like it

On this occasion, I am pleased to extend my thanks to everyone who contributed to the success of this issue.

Bouquets of affection presented to you by me, your speaker. The issue's editor and designer, Vice President of the Royal Club, Dr. Wafaa Badarneh

All the flowers of love and appreciation I bring to you from the President of the Royal Club, Dr. Eng. Yasser Musa.






































































توثيق: وفاء بدارنة