*** رُفِعَتِ الجلسة ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** رُفِعَتِ الجلسة ***
بقلم الكاتب المتألق عمر احمد العلوش
*** رُفِعَتِ الجلسة ***
في الربعِ ساعةَ الأخيرة، تميلُ قاعةُ المحكمة إلى ذلك الصمتِ الذي يسبقُ النهاية. المرافعات قُدِّمت، والدفوع بُسطت، والأعذار نُشرت، ولم تعد تملك ما تقدِّمه. كلُّ الأوراقِ وُضِعت مكشوفة، كأنَّ العدالة حُشرت واستيقظت في هذه الربعِ ساعة.
جلس القاضي في سكونه العميق المهيب، يراجع القضية بكل حيثياتها، يوزن الحجة بالحجة، والدليلَ بما يؤيده، والخطأَ بما يمكن أن يبرّره؛ كأن في داخله محكمةً أخرى ليست في هذه القاعة. اللحظة معلّقة ثقيلة، أقرب إلى نبضةِ قلبٍ أخيرة.
هوت المطرقة—مطرقةُ القاضي—على المنضدة. سكونٌ وسكوت، وخشعت الأصوات
ضربةٌ واحدة واضحة حاسمة، تحمل كلَّ ما لم يُقَل. وبإيقاعها الأخير عُلم أنّ الحكم صدر… وأنّ الجلسة رُفِعت.
هذا المشهد ليس حكرًا على المحاكم وحدها؛ فكلُّ إنسانٍ له ربعُ ساعةٍ أخيرة، وله جلسةٌ تُغلق دون ضجيج، وتوقيتٌ لا يعلم متى يطرق بابَه؛ يقينٌ لا ريب فيه، ولحظةٌ لا ينفع فيها تأجيل، ولا تُقبَل بعدها مراجعة.
ولهذا… التوبةُ الآن، لا حين يُنادى المنادي ويقول: رُفِعَت الجلسة.
✍️ بقلم: عمر أحمد العلوش


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق