*** جدي سليم. ***
النادي الملكي للأدب والسلامة
*** جدي سليم. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: نور شاكر
*** جدي سليم. ***
بقلم: نور شاكر
جدي، رغم رحيله المبكر، كان يشبه نافذةً تُفتح في الذاكرة كلما ضاقت بنا الحياة.
لم أعش معه سنواتٍ طويلة؛ كنتُ صغيرةً حين ودّع الدنيا، صغيرةً حدّ أنني لم أفهم معنى الموت، لكنني فهمت معنى الفقد حين رأيت كيف خَفَتَ صوت البيت في ذلك اليوم.
كنتُ أظن أن الذكرى تحتاج وقتًا طويلًا لتكبر، لكنني اكتشفت أن بعض الأشخاص يولدون كبارًا في القلب… وجدي كان واحدًا منهم.
لم أحتفظ بملامحه كاملة؛ فقط ظلالٌ من ابتسامة، ورائحة الحلويات التي كان يحملها إلينا ونحن صغار، وصوتٌ خافت يشبه دعاءً يتردّد بين الغرف.
ومع. كل عامٍ يمر، يكبر حضوره بدلًا من أن يخفت.
نستعيده في جلسات المساء، في الحكايات التي تُروى بصوتٍ مبلّلٍ بالشوق، في كلمةٍ قالها، أو مسارٍ علّمنا أن نسير عليه، وفي تلك الطيبة التي تركها ميراثًا لا يُباع ولا يُنسى.
رحل جدي… لكنه لم يغب.
ظلّ مقيمًا في تفاصيلنا الصغيرة: في تربيتِه على الكتف التي لم تكتمل، في ضحكةٍ تُحكى ولا تُسمع، وفي حب صافٍ لا ينطفئ مهما ابتعد الزمن.
رغم أنني كنتُ صغيرة يوم فقدته، فإن قلوبنا جميعًا ظلّت تناديه بمحبةٍ لم يغيّرها الغياب؛ وكأن رحيله كان بابًا جديدًا لذكراه، بابًا نطرقه كلما اشتقنا
للطمأنينة التي كان يحملها.
يقلم : نور شاكر
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق