الأحد، 30 نوفمبر 2025


*** المنام. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** المنام. ***

بقلم الشاعرة المتألقة : فاطمة البلطجي 

*** المنام. ***

دخلتُ قريةَ السلام

خِلسةً والناسُ نيام،

أبحثُ عن شيخٍ كبيرٍ

قالوا: بالغيبِ علّام.


يبيعُ النصيحةَ بدرهمٍ،

وبالدينارِ يفسِّرُ الأحلام.

قلتُ: يا شيخي، جئتُكَ

في أمرٍ أُوليه اهتمام.


ائتمنتُ صديقًا يومًا

على سرٍّ في الغرام،

ونمتُ قريرةَ العين

فرأيتُه في المنام!


قال: رُوِي ما رأيتِ

يا ابنتي عن الغلام؛

علّها تكونُ رؤيةً،

أو أضغاثَ. أحلام.


قلتُ: خانَ الأمانةَ،

وألقي عليه الاتّهام،

راح يُفشي سرّي

ويُزوِّر في الكلام!


وسلَّ سيفَهُ حتى

لمع من حدِّه الحُسام.

صحوتُ خائفةً، وظنّي

محضُ كابوسٍ وأوهام.


قال: بل رؤيةٌ تخبركِ

عمّا يُحاك في الظلام.

حصّني بآياتِ نفسكِ،

تبعثْ في الروحِ السلام.


ليس أهلًا للأمانة،

ويريدُ منكِ الانتقام؛

كان ذاك هاتفًا،

ولو لم يُكتبْ بأقلام 

وأنا لستُ بساحرٍ،

ولا بالغيبِ علّام،

ولكن عُرفتُ بصدقي

في تفسيري للمنام.


قلتُ: استحققتَ ألفًا

على ما اجتهدتَ في الكلام.

قال: لا أريد مالًا،

ولا من الذهبِ غرام.


تقبّلي منّي نصيحةً

كي تعيشي بسلام:

اجعلي سرَّك في القلبِ،

وغلّفيه بالرخام؛


كي لا يثرثرَ يومًا

عن طيبِ نيّةٍ فيُلام!


أدينُ لك يا شيخي

بكلِّ امتنانٍ واحترام،

وكلامي. صلاةٌ وسلامٌ

على النبيِّ في الختام.

توثيق : وفلذ بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق