الأربعاء، 17 سبتمبر 2025


*** كزهرة بريّة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** كزهرة بريّة. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: زينة لعجيمي 

*** كزهرة بريّة. ***

غريبةُ الأطوار أنتِ حقًّا!

تُذهلني سرعةُ انتقالك من النقيض إلى النقيض؛ فأحيانًا ألمحكِ تطيرين بخفّة فراشةٍ منتشية، فرِحةً بزهو ألوانها بين أزهار حديقةٍ غنّاء، وأحيانًا أخرى ألقاكِ كالصنم، يغلف الصقيعُ قلبَك الدافئ حتى يصير ببرودة جليد ألاسكا، وتخبو حماستُك المتقدة، وتبهت رغبتُك في كلّ شيء، وتنطفئ إشراقةُ روحك فجأة، فتكتسبين ثباتًا انفعاليًّا لا مثيل له؛ حينها لا تأبهين لأيّ شيء ولا لأيّ أحد، ولا يؤثر فيكِ حزنٌ ولا فرح. والعجيب أنّ بركانَ ثورتك، الذي كثيرًا ما يُطفئ عقلك أحيانًا، يخمد تمامًا فلا يتأجّج مهما حدث!


هنا فقط أدرك أنّ تبلّد مشاعرك قد بلغ أقصاه، وأنّ دوّامة اللاشيء قد ابتلعتكِ لتغرقكِ، فيكاد يجزم من يراكِ أنّكِ لاتملكين حتى تلك القشّة لتتشبّثي بها للنجاة، وأنّك غارقة لا محالة.


لكن سرعان ما تفاجئين الجميع، فتطفين على السطح، وتُطلقين العنان لمهاراتك الخيالية في السباحة في بحر الحياة المتلاطم الأمواج، لتصلي بسرعة الضوء إلى شاطئ نفوذك وسطوتك، وتقفين شامخة، تنظرين إلى تلك الدوّامة الفظيعة التي خلّفتِها وراءك، فتحسّين كأنّك وُلِدتِ من جديد، واكتسبتِ قوّةً هائلة تؤهّلكِ للمضيّ قُدمًا نحو مملكة انتصاراتك وأفراحك.


رائعةٌ أنتِ، وبمنتهى القوّة والصمود، إذ تنبتين من تحت الركام!

مذهلة جدًّا روحكِ المتحدّية والعنيدة حين تقاومين بشراسة حتى آخر رمق، وتُجابهين أطياف الانكسارات والآلام التي تحاول إلقاء الذعر والوهن في قلبك 

المرهف، لكن عبثًا تحاول!


كزهرة بريّة تشقّين الصخر، وتهجرين العتمة، لتتنفّسي نسمات السكينة والسلام، وتستمتعي بنور الأمل والتفاؤل بغدٍ مشرق.

الكاتبة: زينة لعجيمي

الجزائر 🇩🇿

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق