الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025


*** سقوط الهيبة ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** سقوط الهيبة ***

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة حرفوش 

 ق ج

بقلم: فاطمة حرفوش – سوريا

*** سقوط الهيبة ***

أنهى محاضراته ليوم الغد مُنتشيًا.

قارع أرسطو، وهزم أفلاطون، ومرّ في طريقه على ديكارت فرماه بنظرةِ شكّ، ثم ابتسم لسقراط.

انتقل البروفيسور من جامعة السوربون في فرنسا بعد أن ألقى محاضرته لطلابه، وعاد ليستعدّ لإلقاء محاضرةٍ أخرى في جامعات بلاده.

في المساء، فتح شاشة هاتفه فانفرجت أساريره لكثرة تعليقات أصدقائه على منشوره الأخير.

ركّز، وضع نظارته الطبيّة جيّدًا، وبدأ يتفحّص التعليقات واحدًا تلو الآخر، يمرّعليها مبتسمًا.

فجأة لمح تعليقها، فارتجف قلبه فرحًا.

كانت تناقش ما يرد في منشوراته بذكاءٍ بارع، وتُلهمه ببعض الأفكار الشيّقة.

عدّل جلسته، أمسك هاتفه بحنوّ، وبدأ يقرأ ما ورد فيه.

ارتعش فجأة، اهتزّ الهاتف بين يديه، ورمى نظارته جانبًا، وهمس:

– كيف تجرأتِ؟!

قبض على مسبحته بغضب، وأخذ يتمتم بتعاويذه.

في الخارج، كانت الريح تضرب شباك النافذة وتفتحه على مصراعيه.

نهض ليغلقه، فرأى شهادات الدكتوراه المعلّقة على الحائط قد سقطت أرضًا، وأوراق الخريف في حديقته تتناثر في الفضاء...

بقلم : فاطمة حرفوش 

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق