السبت، 9 أغسطس 2025


*** الد َّمار.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الد َّمار. ***

بقلم الشاعر المتألق: حكمت نايف خولي 

بقلم : حكمت نايف خولي

*** الد َّمار.  ***

هُناك َعلى ضِفافِ الشـُّؤْم ِ حَطـَّت ْ

جُـمـوع ٌ من َخـفـافـيش ِ الظـَّـلام ِ

فــفــرَّ الـنـّـُور ُ مَذ ْعـورا ً وَولــَّى

 يُـغـَمْـغِـمُ  نادِبـا ً حُــلـُـم َ الــسَّلام ِ 

وَبانتْ َغيمة ٌ في الأفـْـق ِ ُتــوحـي ِ

بـلـيـل ٍ ألـْيَــل ٍ مُـــرِّ  السَّــــقـــام ِ

وَتـنـْذِرُ بـالشـّـَدائـد ِ والـرَّزايـــــا

تـذ ُرُّ الـرُّعْــب َ في قـلـْب ِ الأنام ِ

وَتنـْثـُرُ في ِجواءِ الأرْض ِ سُمـَّـا ً

 منَ البَغـْضاءِ من َشــر ِّ الـطـَّغام ِ

تحيل ُ الـنـَّاسَ قـطـْعــانا ً هَـواما ً 

تساقُ إلى الرَّدى طـوْع َ الحِجام ِ

وَتـفـْتـك ُ بالنـُّفوس ِ َتسُـح ُّ حقـْـدا ً 

تمَزِّق ُ ُلحْمَة َ العَيــش ِ الـــوئـــام ِ

يُبيح ُ الجـَّارُ لحْمَ  أخيــه ِ قــوتــا ً

 يَعُبُّ مِنَ  الدِّمــا  حُلـــو َ الـمُـدام ِ

فيَسْكرُ هـــائِما ً بينَ  الــضَّـحايـا

 يُعَرْبـِدُ ضــائِــعا ً بينَ  الــحُطـام ِ

دَمــارٌ قد أحالَ الحُسْنَ  ُقـبْحــــا ً

قصــورُ الأمْس ِ بـاَتتْ من رُكام ِ

بُيوتُ العِــز ِّ يَنـْعَبُ في  ِجواهـا 

غرابُ الشُـؤْم ِ رائِـحَـة ُ الحِـمام ِ

جنانُ الـُخلـْد ِيَذ ْهَـلُ من يَـراهــا

 قِـفـارٌ ضَـمـَّها  عُــبُّ  الـــَقَـتــام ِ

حُشــودٌ من َزحـافـات ٍ  َتـنادت ْ

تـعَـشـِّـشُ بـينَ أكوام ِ العِــظــام ِ

قِطــاط ُ الد ِّفءِ َتنـْبُشُ في ُقمام ٍ

كِلابُ الأ ُنـْس ِ َتبْحَثُ عنْ  َطعام ِ

أفـاقَ الجـَّار ُ مَـذ هولا ً يُـنـادي

 رفـاقَ الأمْس ِ أتـْــراب َ الـِوئــام ِ

فإذ ْ بالجَّمْع ِ أشـْلاءٌ  عِـظــــام ٌ

وَإذ ْ بالأرْض ِ َقبْر ٌ في  َظـــلام ِ

فزاغـَت ْ روحُه ُ المَلأى كلوما

 وَفاضَ اليأسُ سَــيْلا ً من ضِرام ِ

فأشـْـعَلَ في زوايا الـبيت ِ نارا ً

وَصارَ الكـُل ُّ َقـفـْرا ً من  حُطام ِ

الدمار  

حكمت نايف خولي

من يبقي انا كاتبها

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق