الاثنين، 11 أغسطس 2025


عنوان النص: الأرض الكنز، الرحمة، خُلقت لمن يخشى الله

النادي الملكي للأدب والسلام 

عنوان النص: الأرض الكنز، الرحمة، خُلقت لمن يخشى الله

بقلم الكاتبة المتألقة: ندين نبيل عبد الله أبو صالحه 

عنوان النص: الأرض الكنز، الرحمة، خُلقت لمن يخشى الله

الكاتبة: ندين نبيل عبد الله أبو صالحه


نحن في قلب الكون، في أعماق الأرض التي تحتويني وتحتويك. كيف لا نقول إننا خُلقنا لنرحم ونعطف؟

الأرض التي تحتوينا جميعًا هي الأم، لونها كألوان الأرواح، وعمقها كعمق الإنسان في ذاته.


هنا يُذكر التهذيب: هل الإنسان يهذّب ذاته؟

كيف خُلقت الدنيا برحمة الخالق، الذي أنزل الرحمة على الأم في طفلها، ذاك الذي في أعماقها في رحمها، حتى تأتي غريزة الأمومة، وتنشأ العلاقة بين الطفل وأمه في ظلمة الرحم.

لا يرى أمه في رحمها، لكنه يشعر بها ويعرفها عندما يُخلق في الدنيا. سبحان الخالق الحافظ الذي يصون هذه العلاقة بينهما.


وهكذا، تكون الدنيا أمًّا للعباد، يشعرون بها ويتمسكون بها، بأرضها ووطنها.

لم نُخلق عبثًا، بل خُلقنا رسالة يحملها كل إنسان على عاتقه.


ومع ذلك، ثمة قصص عن معنى الأم وحوادث تُثبت قدسيتها، في حفظ الرحمن لها ولطفلها أو أولادها. فالأم أقرب إلى الله بالدعاء، كما دعت أم موسى أن يحفظ موسى، وكذلك مريم، وزوجة إبراهيم حين دعت أن يُسقى طفلها، فاستجاب الله لدعائهما وكانا في حفظ الله. وغيرها من القصص التي تُثبت أن الرحمة من الخالق وحده لا من أحدٍ سواه.


والأم تعرف ما هو ألم الولادة، وهو كمفارقة الروح للروح، فيُغفر لها. الرحمة من خالقها، ولم تُخلق عبثًا.


الكهف الذي أعطى عمقًا في الحنان وملجأً آمنًا لأهل الكهف لخشيتهم الله، لم يُخلق عبثًا في الظلمة. تولد الرحمة وتأتي، ولا يفتقدها المتقون، وهي مع الأم أكثر من أي شخصٍ آخر.


هي منارة رحمة لمن يتقي الله في أبنائه ويعطيهم حقهم من الرعاية والحماية. ليست كل أم لا ترحم رحيمة؛ فالأم كالتربة الطيبة، إن صلحت صلح زرعها، وإن فسدت فسد زرعها.


لكن الرحمة ليست قسوة ولا طغيانًا ولا قهرًا للجميع حتى تعيش هي وأبناؤها بالحرام والمال الحرام. الرحمة هي البذرة الطيبة، والنفس الطيبة التي تضع مخافة الله في أعيننا قبل كل شيء.


فالشعور لا يُشترى ولا يُكتسب.

الرحمة تنبع من التقوى، ومحبة الله، والمال الحلال المرتبط بكلمة ما شاء الله.


في حفظ الرحمن يولد كنز لا يُحصى، وهو في حفظ الخالق.

اللهم اجعل الرحمة في قلوبنا، وارحمنا، وانصرنا على الظالمين.

بقلم : ندين نبيل ابو صالحة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق