رِسَالَةٌ إِلَى الْمَرْأَةِ الْمُوسِمِيَّةِ
النادي الملكي للأدب والسلام
رِسَالَةٌ إِلَى الْمَرْأَةِ الْمُوسِمِيَّةِ
بقلم الشاعر المتألق: محمد توفيق
رِسَالَةٌ إِلَى الْمَرْأَةِ الْمُوسِمِيَّةِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَا تَغْضَبِي مِنِّي وَلَا تَضْجَرِي،
فَشَعْرِي كَالذَّهَبِ الْأَصْفَرِ،
وَعُيُونِي كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ،
وَكَلَامِي أَشْهَى مِنَ السُّكَّرِ،
أَنَا أَجْمَلُ امْرَأَةٍ فِي الشَّرْقِ،
فَكَيْفَ، حَبِيبِي، أَنْ تَسْخَرَ؟!
أَتُرِيدُ شَعْرًا غَجَرِيًّا،
وَتَهْوَى فِي اللَّوْنِ الْأَسْمَرِ؟!
عَجَبًا لِهَوَاكَ يَا مَلَاكِي،
وَعَجَبًا لِشُمُوخٍ لَا يُكْسَرُ!
فَلِمِثْلِي خُطَّتِ الدَّوَاوِينُ،
وَلِمِثْلِي قَدْ رَكَعَ الْقَيْصَرُ،
فَلَا تَغْضَبْ مِنِّي وَلَا تَضْجَرْ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كُونِي، سَيِّدَتِي، فِرْدَوْسِي،
أَوْ نَارَ جَحِيمٍ أَبَدِيَّةٍ،
لَا أَهْوَى نَحْتَ التَّمَاثِيلِ،
وَلَوْ كَانَتْ عَاجِيَّةً،
بَلْ إِنِّي أُحِبُّ الْفَيْفَاءَ،
وَأَشْدُو حَيَاةَ الْحُرِّيَّةِ،
أُرِيدُ أُنْثَى تَحْوِينِي،
أَرَى فِيهَا كُلَّ الْبَشَرِيَّةِ،
صَارِمَةً كَأُمِّ خَلِيلٍ،
تَحْكُمُ بِأَيْدٍ حَدِيدِيَّةٍ،
امْرَأَةٌ تُشْبِهُ كِلِيوُبَاتْرَا،
تَلْدَغُ وَبِنَفْسٍ أَبِيَّةٍ،
تُحَرِّكُ "رُومِيُو" بِأَشْجَانِي،
تَأْخُذُنِي لِأَوَاخِرِ الدُّنْيَا،
امْرَأَةٌ تَدْخُلُ مِحْرَابِي،
كَشَهِيدَةِ عِشْقٍ صُوفِيَّةٍ،
تَحْوِي فُصُولَ الْعَامِ،
وَتَكُونُ امْرَأَةً مُوسِمِيَّةً،
تَمْنَحُنِي نَسَمَاتِ الصَّيْفِ،
وَصَوَاعِقَ عِشْقٍ نَارِيَّةٍ،
تَأْخُذُنِي حَتَّى خَرِيفِ الْعُمْرِ،
وَتُعِيدُنِي بِكِلْتَا يَدَيْهَا،
كَزُهُورِ عِشْقٍ بَرِّيَّةٍ،
امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ تَكْفِي،
وَلَكِنْ
بِكُلِّ نِسَاءِ الْبَشَرِيَّةِ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَرْغَبُ امْرَأَةً تَمْنَحُنِي كُلَّ الْأَجْوَاء:
صَيْفًا،
وَرَبِيعًا،
وَخَرِيفًا،
وَحَتَّى شِتَاءً،
تُعْطِينِي دِفْءَ حَرَارَةِ الشَّمْسِ،
تُصْعِقُنِي فِي كُلِّ مَسَاءٍ،
أَرَى فِيهَا زَعَابِيبَ "إِمْشِيرْ"،
أَوْ قَرْصَةَ "طُوبَةَ" فِي الْأَنْوَاءِ،
تُصْعِقُ أَرْصِفَتِي،
بِصَوَاعِقَ عِشْقٍ نَارِيَّةٍ،
كَشَجَرِ الْيَقْطِينِ،
تَحْنُو عَلَى يُونُسَ حِينَ أُلْقِي،
عَلَى شَطِّ الْمُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ،
إِنْ جَاءَتْ كَلَهِيبِ الصَّيْفِ،
أَضْرَمَتْ بِالْحُبِّ فُؤَادِي،
أَوْ جَاءَتْ كَشِتَاءٍ سَاحِقٍ،
غَمَسَتْنِي فِي كُلِّ مَلَذَّاتِي،
أَوْ جَاءَتْ كَرَبِيعٍ دَافِقٍ،
أَنْبَتَتْ أَرْضِي الْجَرْدَاءَ،
بِشَبَابٍ يُزْهِرُ فِي ذَاتِي،
وَإِنْ هَبَّتْ كَخَرِيفٍ عَاتٍ،
تَتَسَاقَطُ عَنِّي أَوْرَاقِي،
أَرْغَبُ امْرَأَةً كَالْقَمَرِ،
تَأْخُذُنِي بِكُلِّ مَدَارَاتِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِعْرٌ: مُحَمَّد تُوفِيق
مِصْر / بُورْسَعِيد
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق