السبت، 16 أغسطس 2025


*** سناء الموقد. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** سناء الموقد. ***

بقلم الشاعر المتألق: فتحي الصيادي 

*** سناء الموقد. ***

بقلم: فتحي الصيادي


في إحدى ليالي الشتاء الباردة

تعجّلت الطيورُ إلى أعشاشها شاردة،

وكانت السماءُ ملبَّدةً بالغيوم،

وصوتُ الرعدِ للسمع يقهر،

وشدّةُ البرقِ للعين تظهر.


توسدتُ موقدَ النار،

وبينما كنت أرتجف،

والغطاءُ على ظهري يلتف،

ولتأجيج النار كنت أُحترف.


شعرتُ بضيق وحدتي،

وتذكرتُ حكايات جدتي:

ما عاش إنسانٌ سعيد

وهو يلوذ بنفسه وحيد.


أخذتني الحكايات بعيداً،

وبدأ يهزّني شوق،

وقلبي به يروق،

لأسرحَ في خيالات الأحلام،

وأبلغَ الهَنا والتمام.


ولاحت في الأفق حواء،

وظننتُ أنها الدواء.

ذابت روحي شوقاً إليها،

وتمنيتُ أن أرتَمي بين يديها،

وأغفو على دفء الموقد

بلمساتها،

وهمسات كلماتها.


فُقتُ من أحلامي،

وبدأتُ أفتش عنها،

في ذاكرتي وأتبع أثرها،

فوجدتُها تسكن قصراً،

لكنها ليست في هذا العصر.


مطوَّقٌ قصرُها بالحُرّاس،

وهم في المراس أشدُّ بأس،

ويطوق قصرَها سورٌ

لا يمكن منه العبور،

يعود لغابر العصور.


راجعتُ ذاكرتي بالتمام،

لعلّي أفوز بهذه الأحلام،

فوجدتُها قصةً

من نسج الخيال،

وقوعُها شيءٌ محال.

فاختارت روحي

سناءَ الموقد

والانعزال.

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق