الجمعة، 8 أغسطس 2025


سلسلة #فيروس_السعادة — جزء 3

النادي الملكي للأدب والسلام 

سلسلة #فيروس_السعادة — جزء 3

بقلم الشاعر المتألق: وسام طيارة السوري 

سلسلة #فيروس_السعادة — جزء 3

💮 مناعة ضد الحزن 💮

بعض الناس لا يصابون بالحزن… لأن الحزن تعب منهم.


يعيشون بصمتٍ نادر،

لا يشتكون، لا يبررون،

لا يطلبون تفسيرًا للخذلان.

تراهم واقفين، متزنين،

أقوياء دون ضجيج…

لكنهم عاشوا ما يكفي،

ليعرفوا أن الألم لا يحتاج جمهورًا ليكون حقيقيًا.


هؤلاء لا ينهارون،

لأنهم من كثرة ما انكسروا،

صاروا يشبهون شكلهم وهم واقفون.


ليسوا باردين،

بل محترقون من الداخل،

بنيرانٍ تعلّمت كيف تضيء ولا تلتهم.

هُم الذين يبتسمون في جنازات قلوبهم،

ويحملون صلواتٍ صامتة،

خلف جبينهم المنحني.


مناعة ضد الحزن؟

نعم…

تلك المناعة،

التي لا تُحقن في الوريد،

بل تُنقش في عظم الروح،

بعد كل خيانةٍ لم ينوحوا لها،

وكل وداعٍ لم يكتبوا له منشورًا.


أولئك الذين صادقوا أوجاعهم،

حتى خجلت منهم،

غسلوا دموعهم القديمة،

واحتفظوا بملحها للنكهة لا للندم.


لا ينهارون،

لأنهم يعرفون أن الحزن لا يحل شيئًا،

ولا يتجاهلونه لأنه حرام،

بل لأنهم رأوه عاريًا من كل مجد،

وعرفوا أنه كان يريد التصفيق فقط.


هم الذين لا يطلبون مواساة،

لأنهم هم المواساة…

لا يمسكون بيدك،

بل يربطون نبضك

إلى قلبهم حتى تمر الأزمة.


لديهم مناعة،

لكنهم لا يسخرون من المصابين الجدد،

بل يتركون على مقاعدهم مناديل غير مرئية،

ويغادرون قبل أن تُضيء عيونهم.


هم الذين إذا بكوا،

بكى معهم الهواء،

وإذا صمتوا،

تعافت المدينة من ضجيجها.

#يتبع

المناعة ليست أن لا تُصاب،

بل أن لا تموت كل مرة تُصاب فيها.

✍️ بقلمي: وسام طيارة السوري

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق