*** الإنسان الحاقد. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الإنسان الحاقد. ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد هالي
*** الإنسان الحاقد. ***
بقلم : محمد هالي
ككلِّ افتراسٍ في الطبيعة،
ككلِّ القوى المتبجّحة بالقوة،
وعجرفةِ السلاحِ الغنيِّ عن الصدِّ...
لا هو يشبهُ مخالبَ الأسود،
ولا هو حادٌّ كأنيابِ القرش.
هو رمايةٌ تُبيدُ الحجرَ،
والشجرَ،
زُكامٌ يُثخِنُ الرئةَ،
ويُغلقُ المسام...
قاتلٌ لا محالة،
لا يتركُ طيرًا في الهواء،
ولا ابنَ آوى في الجُحر.
فتّاكٌ،
مُدمّرٌ،
حتى ديدانُ التربةِ
تحتضنُ الهدوءَ الدائم.
الإنسانُ أصعبُ من صوتٍ صاخب،
أو هزّةٍ أرضيةٍ مرعبة،
أو تقلباتِ الزوابعِ في البرية.
الإنسانُ أضخمُ من الكون،
مُحطّمٌ لآفاتِ الحياةِ المتبقية.
يجرُّ البراكينَ مما جادَ من ابتكارات،
مما طوّره من أشعّةٍ،
هو البركانُ نفسه،
هو الموجُ المرعب
من شرايين الدماغ،
من قوّةِ الفيضِ في التأمل.
يحطّمُ كلَّ الطقوس،
يُبدّلُ كلَّ العادات،
يصنعُ من ملاحمِ الموتِ
دمارًا في كلِّ البقاع،
في كلِّ الحدود.
يُزيّنُ الرّدى بقوةِ التوسّع،
يرمي ببارودِه في الهواء،
لا غزّةَ باقية،
ولا أمريكا مقتنعةٌ بتلك الحدود.
هو الهجومُ على الأضعف،
هو صُنعُ احتمالاتٍ جديدةٍ للحروب.
إنه اليمينُ الجشِع،
إنه التطرّفُ في نهبِ ما تبقّى من الحياة.
الإنسانُ كارهٌ،
حاقدٌ للإنسان،
كحالةِ الطبيعة في التحليل،
كما حنّطَ "هوبز" القوانين.
الافتراسُ بقايا الغريزة،
والثقافةُ: تقنينُ سُلطةِ الأقوى.
بحرٌ من الرّدى يتدحرج،
تطاحنٌ في كلِّ البقاع،
وحربُ إبادةٍ للأقوى.
حربُ المجاعة،
تبديلُ الجغرافيا،
تغييرُ الحدود.
هناك عجرفةٌ قوية،
هناك دعمٌ يفوقُ التكهّن،
هناك صمتُ أنظمةٍ مُرعب،
وتغاضي الطرف يفوق كلَّ احتمال.
بقلم : محمد هالي


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق