( حين يغيب الوعي)
النادي الملكي للأدب والسلام
( حين يغيب الوعي)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
( حين يغيب الوعي)
--------------------------
كل العقول على العلوم تُثابُ
في فنّها إذ يحتويه كتابُ
لكنها في الوعي ليست تستوي
فالوعي عبءٌ ماله طلابُ
بعض العقول على خطى مرسومة
أنّى لها في الراسمين نصابُ
ذو العلم ليس معابه في علمه
وعلى ضياع الوعي سوف يعابُ
فالوعي معيار العلوم ودرعها
بيت القصيد إذا استوى الإعرابُ
الوعي معراج الصعود لأمة
إن سادً تُعصم بالوفاق رقابُ
سند البلاد على امتداد مسيرها
عصب البناء وإن علت أجنابُ
كل البناء وإن علا - من فقده
يوما يميل إذا رخت أعصابُ
من لا يعي الوعيَ المقيمَ لذاته
هيهات يسعف في المقام جوابّ
(كل أمريء مخبوءُ تحت لسانه)
ومن الشفاه حرائق وضبابُ
تلك العقول على محافظها تعي
مع أنّ للأوطان فيه نصابّ
فعلى المناصب تستعين بوعيها
وعلى المنابر يستعيذ خطابُ
حتى المحاريب المصطفاة لقبلة
إن لم تّحط بالوعي سوف تصابّ
بالداء مثل مصابنا في غيرها
وإذا أصيبت لن يعزّ مصابُ
أوليس فوق الخلف يعلو منبرٌ
ام في الخلاف تورّط المحرابُ
يا أمة علم العدو بجهلها
فأشار خبثا - لا يُشدُّ عصاب
إلا على وعي يطل بعينه
فيرى ويعرف ما يكيد ذئابُ
عميت عيون الوعي حتى أحجرت
وتذاءبت في عربنا أعرابُ
كم علّمونا من حديث نبينا
من كل ما قالت به الأصحابُ
للهجرة الغراء فينا موسمٌ
في كل عام للإمام خطابُ
(في الوعي من يختار مثل نبينا )
رسم الطريق - عسى إليه يجابُ
لكننا - نبتاع نفل عدونا
والبيت من كل الثمين خرابُ
ألا ليت قومي يعلمون بأنهم
لبناتُ صخرٍ - إن تُرصّ تُهابُ
------------------------------------------
( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق