من وهم القداسة إلى نبض الآلة
النادي الملكي للأدب والسلام
من وهم القداسة إلى نبض الآلة
بقلم الشاعر المتألق: امبارك الوادي
من وهم القداسة إلى نبض الآلة
كنت أفتّش في الرمل عن لغة
تكسر الصمت،
وتخرج من معطف المعجزة
إلى مختبر الضوء،
إلى أسلاك الحواسيب،
إلى شفرةٍ تفكّر.
قالوا: العربية لغة الجنة.
فقلت: بل لغة الإنسان؛
إن شاء، رقاها نحو السماء،
وإن نام، ركنها عند أقدام التاريخ.
ما قدّسوا اللغة بل جمّدوها،
جعلوها مئذنةً لا مختبرًا،
محرابًا لا لوحة تحكّم،
ماضيًا لا مستقبلًا.
وها أنا أخلع عنها رداء الطقس،
وألبسها قبعة المبرمج
ونظارات عالم البيانات،
وأقول: تعلّمي!
تكلمي كـ"خوارزمية" تتطوّر!
كوني "ذكاءً اصطناعيًا توليديًا"
ينتج المعنى، لا يقلّد القصيدة!
في "الشبكة العصبية" حياةٌ جديدة،
وفي "التعلّم العميق"
سفرٌ من كهوف البلاغة
إلى أبراج التحليل ونجوم البيانات.
العربية، يا صديقي،
ليست عجوزًا تستعيد أمجادها،
بل طفلة تولد من دلالة،
تكتب مستقبلًا، لا تقرؤه فقط.
فدعنا ننحت قاموسنا
من "الآلة" لا من "الآية"،
ومن "التجريب" لا من "الغيب"،
ومن "المعنى" لا من "المطلق".
يا لغة الرمل، كوني لغة الرمز.
يا بنت الشعر،
تعلّمي كيف تصيرين كودًا!
وكوني مرةً لغةً تفكّر
لا لغةً تؤمن فقط!
✍️ بقلمي: امبارك الوادي
المملكة المغربية
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق