*** سراب ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** سراب ***
بقلم الشاعرة المتألقة: زهراء_الركابي
*** سراب ***
كنت طفلة ذات يوم ،
حين سألت امي ماهو الموت ؟
فاخبرتني انه من ياخذ ارواح الناس "
لكنها لم تقول لي يومًا بإن الموت يرى ولا يُرى !!
نحن نشعر به حين لانشعر باقدامنا
وهو يسحب الروح من اخمص القدمين
شيء ف شيء حتى ينتهي إلى اخر رمق !
وياخذ الروح ف تشخص الابصار !
منذ يوم بدأت اشعر و كأن قدامي !
مخدرتان لم أكن اشعر بهما بتاتا !
ومن بعد ذلك صرت احسّ بنفس الشعور في يداي وسائر اعضاء جسمي !
لا اتذكر بعدها سوى انني اغمضت عيني ،
ودخلت في عالم المجهول !
كان عالمًا شاسعًا مليء بالمساحات البيضاء
وكنت استطيع العوم في الهواء !!
لقد اكتسبت مهارة جديدة
وهي القدرة على التحليق عالياً
كم افرحني ذلك ..
فأنا أُدرك إن هذه قوة خارقة
ليست متاحة لجميع البشر
كأن الله قد اختصني بتلك الموهبة
بدأت امارس ماوهبني الله بشغف
حلقت فوق اراضي خضراء !!
وبحار زرقاء !!
استمتعت كثيرًا في رحلتي الفريدة !!
وحين عدت إلى غرفتي دون أن أُبصر طريق العودة ،
وجدت نفسي اجلس امام مرآتي والكرسي فارغٌ مني ،
اين أنا لا اراني ؟؟
بدأت افتش عن نفسي واتلمس جسدي اين انا ؟!
شعرت بالجزع والاحباط ، لماذا لا تظهر صورتي في المرآة
لا زلت اشعر بجسدي المادي حين المسه !
فركت عيوني ، رُبما أنا اهلوس علي أن امسح عنها الغشاوة
لكن لا جدوى "
هنا تصلبت في مكاني
وكأن قشعريرة اوقفت شعيرات رأسي !
أدركت حينها أنني امسيت كالموت أرى ولا أُرى .
بقلم : زهراء_الركابي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق