الاثنين، 23 سبتمبر 2024


***زخرفٌ وسراب  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

**زخرفٌ وسراب ***

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري 

***زخرفٌ وسراب  ***

ألمٌ على لحنِ المواجعِ يعزفُ

والبحرُ من تلكَ الهواجسِ ينشفُ

وإذا عتبتَ عليه دون هوادةٍ

بعدَ اللتيّا والتي يتأسّفُ


فوقفتُ أنظرُ في سماءِ خواطري

ومن الندى وعطورِ ذكرى أرشفُ

وجعلتُ من ماءِ الوضوءِ براءةً

ويعيدُ ما سرقَ الزمانُ المصحفُ

حضّرتُ جرعاتِ التصبّرِ كلَّها

وسكتُ لا احكي ولا أتأفّفُ


من كلِّ أفعالِ الطغاةِ مصيرُنا

فجميعُنا مما أساؤوا نخصفُ


فترى طواغيتَ الزمانِ بذلّةٍ

فالدهرُ في بعضِ المواقفِ منصفُ

والناسُ تحسبُ كلَّ شيءٍ بارقًا

ذهبًا وما حجرُ الفيافي يلصفُ

مالِابنِ آدمَ ما يزالُ بقوّةٍ

وبها تباهى ثم حينًا يضعفُ


تُبلى قواه وتُزدرى هفواتُهُ

يمشي رويدًا ثم طورًا يزحفُ


ومع الظواهرِ والقشورِ فؤادُهُ

ولكلِّ ما يُردي ويَخدعُ يهتفُ


خُدعَ ابنُ آدمَ فالحياةُ جميلةٌ

فعمى عيونَ العالمينَ الزخرفُ

يبني السرابَ فتختفي آمالُهُ

والدهرُ يهدمُ ما يعدُّ وينسفُ


عاري الفضائلِ لا لباسَ كرامةٍ

بالحرصِ أو صفةِ الأنا متلحّفُ

مُتعصّبٌ في حبّهِ لمظاهرٍ 

مُتزمّتٌ مُتشدّدٌ مُتطرِّفُ


متهذِّرٌ متفيقهٌ متشدّقُ

مُتخرّصٌ مُتملّصٌ مُتهرّفُ


وكأنّهُ خَبرَ العلومَ جميعَها

وغدا على أعوادِها يتفلسفُ


لم يقتضب وسطَ الأمورِ وخيرِها

فهو المغالي واللجوجُ المسرفُ

وإذا يُخبّئُ ما يريدُ فإنّهُ

في قابلِ الأيامِ حتمًا يُكشفُ


وحدي أتمتمُ لا أكفكفُ دمعتي

وحدي كغصنِ عريشةٍ تترجّفُ

وأنا أضمّدُ ذكرياتي كلَّها

فإذا أعالجُها بليلٍ تنزفُ


فقرأتُ ديوانَ الحياةِ وجدتُهُ

عِبرًا وعمرًا كالنيازكِ يخطفُ


وهنا رجالًا بيننا كم خالطوا

لكنّهم بعد التخالطِ اختفوا


وهنا الحياةُ فلو تعيشُ بعزلةٍ

تنجو فمن سيلٍ كبيرٍ يجرفُ


ودعِ الخلائقِ واستجر بمجيرِها

واللهُ من كلِّ الخلائقِ ألطفُ


يا أيها الناسُ الذين تذوّقوا

نِعَمَ الإله وكلَّ خيراتٍ صفوا


وإذا قبورُ العالمين بصيحةٍ

قد بعثرت ويقالُ ياموتى قفوا

هذا الحسابُ فلا طغاةَ بيومهِ

حتى يساقوا للجحيمِ ويُقذفوا

اليومَ توبوا واصلحوا وتصالحوا

ودعوا الحياةَ وجلَّ دمعٍ فاذرفوا

بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق