الجمعة، 30 أغسطس 2024


***  الدائرة الحمراء  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الدائرة الحمراء ***

بقلم الكاتبة المتالقه : مها حيدر 

***  الدائرة الحمراء  ***

بينما كان الأصدقاء الثلاثة يلعبون ويمرحون فوق دائرة حمراء كبيرة جدًا في إحدى الحدائق ، أصبحوا يدورون حول بعضهم ، فدارت معهم ، خافوا وارتعدوا كثيرًا ، فجأة .. وجدوا أنفسهم في مكان قديم ، الناس يلبسون ملابس غريبة ، والأماكن لاتشبه ما أعتادوا رؤيته ، نظروا لبعضهم البعض بدهشة .. ياالهي ، أين نحن ، أفي زمان آخر ؟!

حزنوا لأنهم سيشتاقون لأهلهم وأغراضهم ، لكنهم تذكروا بأنهم سيلتقون بأدباء وفنانون كانوا يحلمون برؤيتهم ، وفرحوا لذلك .

رأوا أمامهم الأديب الشاعر ( أحمد شوقي) يكتب شعرًا ، ذهبوا إليه:

- مرحبًا أستاذنا الكبير .

أجاب مبتسمًا: مرحبًا أحبائي الأعزاء ، من أنتم ؟!

-نحن جئنا من المستقبل .

وحكوا له القصه كاملة ،ذهل لقصتهم قائلًا : -جميل جدًا ، احكوا لي ، كيف يعيش الأطفال هناك في المستقبل ؟

ردوا عليه بحزن :

 - إنهم كسولون ، يتصفحون الهاتف فقط ، لا يحبون المدرسة ، ولا يريدون أكتشاف مواهبهم .

حزن لذلك أيضًا ، وودعهم قائلًا : إلى اللقاء ، أرسلوا سلامي إلى المستقبل .

خلال سيرهم في منطقة شعبية رأوا أمامهم السيدة ( أم كلثوم ) ، رحبت بهم وهي مبتسمة .

قالوا : نحن جئنا من المستقبل ، وحكوا لها القصة أيضًا.

انبهرت بذلك ، بعدها قالت : ما رأيكم يا أحبائي أن أريكم المسرح الذي أغني علية دائمًا ؟

وافق الأصدقاء وهم فرحين ومتحمسين .

لقد كان كبيرًا وجميلًا لا يستطيع أحدٍ وصفه .

قالوا : غني لنا من أغانيك الجميلة ، وافقت مسرورة ولبت طلبهم ، ودخلوا إلى عالم ثانِ فيه السحر والغناء الأصيل .

ودعتهم قائلة : إن أجيال المستقبل هم أبطالنا .

ألا أن هذا الزمن يبقى الأجمل ، ملابسهم الجميلة ، عقلهم العجيب ، شخصيتهم ، محبتهم ، سهراتهم ، أفلامهم رغم أنها كانت أبيض وأسود ، لكنها تسحر العيون وتدخل السعادة إلى القلوب ، حتى الطعام ببساطته يشبع البطون والعقول ، أما القهوة والشاي فكان لها نكهة خاصة ومميزة ، إنهم مبدعون بكل شيء وطيبون . 

لكن هناك سؤال يراودني … هل سيرجع الزمن ؟!

بقلم : مها حيدر

توثيق: وفاء بدارنة 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق