السبت، 24 أغسطس 2024


( سرابُ الأماني )

النادي الملكي للأدب والسلام 

( سرابُ الأماني )

بقلم الشاعر المتألق: جاسم محمد محمود 

( سرابُ الأماني )

ماذا سأكتبُ والحديثُ سَرابُ

وتأوهٌ وتوجُّعٌ ومُصابُ

وتساؤلٌ يمضي إلى اللامُنتهى

وعلى المتاهةِ كم يَضيعُ جَوابُ

هي قصَّة" المجنونِ "هيهاتَ المُنى 

قلبٌ رثاهُ ومَدمَعٌ سكّابُ

ومقامُ ليلى العامريَّةِ شاهدٌ

مَلَكٌ يطوفُ وجَنبَتاهُ صِحابُ

وقصيدةٌ لا زالَ جمرُ حروفِها 

حُرَقاً على طولِ المدى تنسابُ

متفاعِلُن أرخَتْ أعِنَّةَ شوقِها

فتَفتَّحَت لنسيمِها الأبوابُ 

وتراقَصَت ناياً ويهمِسُ لَحنَهُ 

عندَ الأصيلِ فَغَنِّهِ زريابُ

وحديثُ هذا الشيبِ بالغَ في الرُّؤى

لو عادَ مِن بعدِ الرَّحيلِ شبابُ

ستونَ عاماً عِشتُ في جَنباتِها 

كتراقُصِ البنْدولِ وهي يَبابُ

ستونَ عاماً كالسُّطورِ تزاحَمَت

وتشابكَت سِلكاً لهُ أنيابُ

فاقنَعْ بما مُنّيتَ مِنْ ألمِ الجوى 

وأَدِرْ كؤوسَ الشِّعرِ فهي رُضابُ

خمارة التفعيل يسكرُ بعضها 

بعضاً وليس لصَحوِها إطرابُ

حَصدَت أساريرُ الهوى أرواحَنا

بِكراً فهل من عاقلٍ يرتابُ؟!

ورمت بنا جثثاً وتندبُ حظها 

مغبرة ضاقت بها الأثوابُ

بالراحلات عقدتُ كل مواجعي 

ومدامعي جفتْ فكانَ سرابُ

فاسمَعْ صدى وَقعِ الخُطى لكأنَّهُ

وترٌ تأوهَ والأسى غلّابُ

رقمٌ أنا وشبابيَ المأمولُ قد

أبلى وجزّ غصونَهُ الحطَّابُ

حَطَبَ الأمانيَ في نضارةِ حسنِها

فتقَطَّعَت من دونِها الأسبابُ

---------------

بقلم : جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق